منذ أسابيع قليلة، انتصرت الحكومة المصرية للمرأة المصرية مرة أخرى، بعد موافقتها على تعديل قانون تجريم ختان الإناث، والذى يتضمن تعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، لتقرير عقوبة رادعة حيال جرائم ختان الإناث، والتعديلات جاءت فى المادتين (242 مكررا)، و (242 مكررا أ ) ، حيث نص التعديل فى المادة ( 242 مكررا) على أنه "يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أجرى ختاناً لأنثى بإزالة جزء من أعضائها التناسلية أو سوّى، أو عدّل، أو شوّه، أو ألحق إصابات بتلك الأعضاء، فإذا نشأ عن ذلك الفعل عاهة مُستديمة، تكون العقوبة السجن المشدد، لمدة لا تقل عن 7 سنوات، أما إذا أفضى الفعل إلى الموت، تكون العقوبة السجن المشدد، لمدة لا تقل عن 10 سنوات".
وفى شهر فبراير من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) هو يوم توعية عالمي ترعاه اليونيسف في 6 فبراير من كل عام، الفكرة أتت من ستيلا أوباسانجو في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005 ثم الأمم المتحدة يصوبها، وذلك بالسعي لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.
وكانت الكاتبة الكبيرة الدكتورة نوال السعداوى، واحدة من المثقفات المصريات اللواتى دافعن عن حق المرأة فى تلك القضية، ودفعت ثمنها فصلها من عملها فى وزارة الصحة، ففى عام 1972 نشرت كتاب بعنوان المرأة والجنس، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التى تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس الوحشية التى تقام فى المجتمع الريفى للتأكد من عذرية الفتاة، أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسى للموجة النسوية الثانية/ وكنتيجة لتأثير الكتاب الكبير على الأنشطة السياسية أقيلت نوال من مركزها فى وزارة الصحة، لم يقتصر الأمر على ذلك فقط فكلفها أيضا منصبها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وكأمين مساعد فى نقابة الأطباء.
لكن الحرب التى لم تنتهِ أبداً طالما أبقت السعداوى رايات العصيان مرفوعة، فبعدما تحدثت فى كتابها «امرأة عند نقطة الصفر» عن امرأة تعرضت للكثير من أشكال العنف، ومنها تشويه أعضائها التناسلية، لاحقتها الأجهزة الرقابة وسجنت لمدة 3 شهور، كتبت خلالها «مذكراتى فى سجن النساء»، والذى ناقشت فيه الأزمات التى تتعرض لها النساء داخل السجن.