هكذا يرانا الغرب.. وجهة نظر "الأوقاف" فى أزمتنا مع الآخر

الشرق والغرب ثنائية قديمة فرضت نفسها على دراسات العرب والمستشرقين، حاول البعض إظهار الاختلاف، وحاول البعض التقريب بينهما، وقد اهتمت سلسلة رؤية الصادرة بالتعاون بين وزارة الأوقاف والهيئة المصرية العامة للكتاب بهذه الإشكالية من خلال كتاب "الحوار الثقافى بين الشرق والغرب". يقول الكتاب تحت عنوان "معوقات الحوار الثقافي بين الشرق والغرب" إن الصراع بين الشرق والغرب على مر العصور قد شكل صورة سلبية واضحة بينهما، لذلك فإن الذاكرة تستدعى حالة الخوف مممزوجة بالترقب والتوجس من الآخر هذا الخوف لم يستطع الطرفان التخلص منه، لأنه متوغل فى الذاكرة، وتتناقله الأجيال بما يشكل عائقا من معوقات الحوار. أولا: كيف يرى الغرب الشرق لقد كان الشرق يمثل بالنسبة إلى الغرب منبع الخيرات، وأرض الثروات، أما المجتمع الشرقي فيراه مجتمعا ينقصه الكثير، ومن ذلك أنه يغلب الإيمان على العقل، سوء الفهم لقضية القضاء والقدر، الأمر الذى جعل العقل الشرقي عند البعض عقلا خاملا اتكاليا، من مكوناته السحر والشعوذة. العقل الشرقى ليس لديه القدرة على استثمار الأرض والخيرات نتيجة لهذه العقلية الخرافية. العقل الشرقي عقل لغوي، أي ذو ثقافة كلامية شفاهية، تعتمد المجاز والاستعارة والكناية، أكثر من استخدامه المنهج والبرهان. هذه النظرة السلبية لم تكن هى كل معطيات المشهد، فهناك تصور غربي يتميز بالحيادية أو قل بالإيجابية مرتكزه الرئيسي الفلسفة والأدب، يقول "ديورانت" لقد كان ابن سينا عظيم الأثر فيمن جاء بعده من الفلاسفة والعلماء، وقد تعدى هذه الأثر بلاد المشرق إلى الأندلس، حيث شكل فلسفة ابن رشد وابن ميمون، وإلى العالم المسيحى اللاتينى وفلاسفته المدرسيين وإن لندهش من كثرة ما نجده من راء ابن سينا فى فلسفة "ألبرتس مجنس" و"توماس أكوناس" ويسميه "روجر بكين" أكبر عميد للفلسفة بعد أرسطو. على أن المقام يطول بنا ألف فرسخ إذا ذهبنا نعدد تأثير الحضارة العربية الإسلامية فى الغرب واعتراف كثير من باحثى الغرب وعلمائهم بذلك التأثير، يقول "ديورانت" أما العالم الإسلامي فقد كان له فى العالم المسيحي أثر بالغ مختلف الأنواع، لقد تلقت أوروبا من بلاد الإسلام الطعام والشراب والعقاقير والأدوية والأسلحة وشارات الدروع ونقوشها والروائع الفنية والتحف والمصنوعات والسلع التجارية، وكثيرا من الصناعات والتشريعات والأساليب البحرية. كما أن العلماء العرب هم الذين احتفظوا بما كان عند اليونان من علوم الرياضة والطبيعة والكيمياء والفلك والطب، وارتقوا بها ونقلوا هذا التراث اليوناني بعد أن أضافوا إليه من عندهم ثروة عظيمة جديدة إلى أوربا وظل أطباء العرب يحملون لواء الطب فى العالم خمسمائة عام كاملة، وفلاسفة العرب هم الذين احتفظوا لأوروبا بمؤلفات أرسطو وكان ابن سينا وابن رشد نجمين لاحا من الشرق للفلاسفة المدرسيين الذين كانوا ينقلون عنهما ويعتمدون على كتبهما، ويثقون بهما ثقة لا تزيد عليها إلا ثقتهم بالنصوص اليونانية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;