فى مثل هذا اليوم 3 مارس من عام 1857 اندلعت حرب الأفيون الثانية، وأطلق عليها عدة أسماء الحرب الأنجلو صينية الثانية، أوالحرب الصينية الثانية، أو حرب السهم، أو التجريدة الأنجلو فرنسية على الصين، وهى حرب بين الإمبراطورية البريطانية والإمبراطورية الفرنسية ضد حكومة تشينج الصينية، والتى استمرت 4 سنوات كانت فى الفترة من 1856 حتى 1860م.
وكما نعلم أنه كانت هناك حرب أخرى للأفيون تسمى حرب الأفيون الأولى، ولكن هذه كانت فى الفترة من 18 مارس 1839م وحتى 29 أغسطس 1842م، وكانت أسباب الأولى هو الطلب على السلع الصينية الفاخرة "الحرير والبورسلان والشاى"، خلق حالة من اختلال التوازن التجارى بين الصين وبريطانيا، وأخذت الفضة الأوروبية تتدفق إلى الصين من خلال نظام جوانزو، الذى حصر دخول السلع الأجنبية عن طريق ميناء مدينة جوانزو فى الجنوب، ولتعديل اختلال التوازن هذا، بدأت شركة الهند الشرقية البريطانية بزراعة الأفيون فى البنجال، ضمن حدود ما يعرف اليوم ببنجلاديش، وسمحت للتجار البريطانيين بتهريبه إلى الصين بشكل غير شرعى، وعكس تدفق المخدرات توازن الصين التجارى، ففرغ الاقتصاد من الفضة، وزاد أعداد مدمنى الأفيون فى البلاد، وتلك نتائج تسببت بقلق حقيقى للمسئولين الصينيين.
أما عن دوافع الحرب الثانية فهى لا تختلف عن الأولى، حيث وقعت "حرب الأفيون"، نتيجة محاولات صينية للتصدى للتجارة التى كان يمارسها تجار غربيون "بريطانيون أساسا" بشكل غير مشروع بين الهند والصين منذ القرن الثامن عشر، والتى نمت بشكل كبير منذ عام 1820، وهناك آراء تقول بأن الحرب اندلعت بسبب أحلام الرأسماليين الإنجليز بفتح أسواق تجارية فى الصين.
