نشاهد اليوم صورة عالمية بعنوان "شلال" التقطها للمصور البولندى Witold Ziomek ، وفيها يقف شخص وحيد يرتدى معطفا واقيا من المطر، أمام شلال هائل فى أيسلندا.
عتدما تنظر إلى الصورة هل تشعر بالخوف؟ هل تشعر أنك لا تمثل شيئا فى مواجهة قوى الطبيعة وأنها من الممكن أن تطيح بك بسهولة؟ صدقنى هذه أسئلة مشروعة تماما فى هذه اللحظة المخيفة.
نعم الإنسان صغير جدا، فى مواجهة القوى الطبيعة الأخرى، حتى لو ارتدى معطفا واقيا من المطر، فإن ذلك لا يغنى عنه شيئا، لو قررت هذه الطبيعة أن تثور ضده، والشيء الوحيد الذى يحمى الإنسان هو "قلبه" الذى يكون عادة ممتلئا بالإيمان بالذات، هذا الإيمان يصور له أنه قادر على مواجهة كل مظاهر الطبيعة وكل ما يجرى فيها.
وفى ظنى كان المصور مشغولا بكل هذه المعانى عندما قرر أن يلتقط هذه الصورة، فهذه ليست صورة عشوائية، لان الحجم الصغير الذى يظهر به الإنسان يؤكد أنه الآن فى لحظة ضعف، إنه يقف مبهوتا أما الشلال الذى يبدو لنا كأنه ينزل من السماء، ولو دققنا النظر فى الماء سنراه كأنه وجوه لحيوانات أسطورية قررت أن تفتك بما تصل إليه، بينما الإنسان الضعيف مستسلم تماما.