صدرت مؤخرًا عن دار كنوز للنشر والتوزيع، رواية بعنوان "اسمى غالبًا مصطفى.. متاهة العاشق"، وهى الرواية الثالثة للكاتب الصحفى عبدالوهاب داوود، وتعتمد الرواية بشكل جوهرى على رسم ملامح الشخصية المصرية، بتناقضاتها، والتباساتها، وتعدد مستويات رد فعلها تجاه ما يواجهها من أحداث على مدار التاريخ القديم والحديث.
وترصد الرواية تفاصيل العلاقة المعقدة بين كرم، أستاذ فلسفة التاريخ، الشاب المسيحى المحافظ، المحب للفنون، وبين حامد أو مصطفى، العجوز المسلم الذى لم يكمل مراحل تعليمه، المحب للحياة رغم عبوسها وملاحقتها له بكل منغصاتها، بداية من وقوعه خلال سنواته الأخيرة بالمدرسة الابتدائية فى حب زميلته المسيحية، وفشله فى التعبير عن ذلك الحب، واضطراره للهروب من الحياة فى القاهرة إلى مدينة السويس، حيث يقع فريسة لحب آخر مستحيل مع "كاثرين"، البريطانية التى تكبره بمثل عمره، والتى تلتقطه ليلة وصوله إلى السويس، صبيًا مهزومًا مضطربًا، فتحتويه، وتؤويه فى منزلها، لكنها أيضًا تسيطر عليه، وتتلاعب به تحقيقًا لأهدافها الخاصة، ورغبتها فى البقاء فى مصر بعد هروب زوجها الموظف بشركة قناة السويس عقب تأميمها. وصولا إلى فشله فى كل المهن التى احترفها، وهى كثيرة بكثرة سنوات عمره التى تقترب من السبعين عامًا.
تتشكل أحداث الرواية من خلال مستويين زمنيين، أولهما يتمثل فى حكايات "مصطفى" حول تاريخ أسرته التى انتقلت من أقصى الصعيد إلى مدينة "السويس" للمشاركة فى حفر قناة السويس، وامتهنت العمل فى المقاهى، والعزف على آلة "الطمبورة" بمدن القناة بدايات القرن العشرين، فيما يتبدى المستوى الثانى من خلال رواية كرم لمراحل تطور علاقته بمصطفى، بداية من لقائهما الأول العاصف فى حجرة التدخين بمطار القاهر، وصولًا إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبى، وهى الأحداث التى تدور فى بدايات القرن الحالى.
"متاهة العاشق" هى الرواية الثالثة للكاتب، سبقتها "ظهورات" التى صدرت عام 2005 عن دار "ميريت" للنشر والتوزيع"، و"رواية المهزوم" عن دار"البندقية" 2016، بالإضافة إلى ديوانى شعر، "ليس سواكما" عام 1995، عن سلسلة "الكتاب الأول" التى يصدرها المجلس الأعلى للثقافة، و"بيانات هامشية" عام 2000، عن سلسلة "كتابات جديدة التى تصدرها الهيئة العامة للكتاب، كما صدر له العام الماضى كتاب "سر الصنعة.. كواليس صناعة الأكاذيب فى الصحافة والإعلام الدوليين" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.