مع أى اكتشاف أو حديث يخص الآثار المصرية وحضارة المصريين القدماء، دائما ما نسمع عن لعنة الفراعنة، وفى الفترة الأخيرة انتشر تداول المصطلح بكثرة، حيث بدأ الأمر من باب الضحك، لكن البعض أخذ الأمر على محمل الجد، وأصبح الحديث عن "لعنة الفراعنة" مثار جدل واسع لافت فى مصر، وخاصة مع توالى وقوع أحداث مأساوية على مدار الأيام القليلة الماضية، التى وصفها البعض بأنها ثقيلة.
وهناك العديد من القصص والروايات المرتبطة بهذا الأمر، وبلعنة الفراعنة، التى تكونت حولها أساطير وحكايات، أبرزها مع الملك توت عنخ آمون الذى كتب على باب مقبرته عبارة "سيضربُ الموت بجناحِيِه السَاميين كل من يُعكر صَفو الملك"، وبعد اكتشاف وفتح مقبرته، بدأت الأحداث، حيث فوجئ هاورد كارتر، فور اكتشافه للمقبرة بموت عصفور الكاناريا الخاص به مقتولًا من خلال كوبرا اقتحمت القفص، بالإضافة لـLord Carna-von، الذى كان يمول الحملة الاستكشافية للمقبرة، وحينما عاد إلى فرنسا مات بسبب ناموسة.
لكن متى بدأ الحديث عن لعنة الفراعنة، وهل كانت بدايتها نابع عن علماء متخصصون فى المصريات، أم أنها خرجت نتيجة الخرافات التى يتداولها الناس، أم كانت نتاج خيال كبير لدى الصحفيين والأدباء خاصة فى وقت الاكتشافات الكبرى، ومنها اكتشاف مقبرة الملك الذهبى توت عنخ آمون.
يشير الكاتب والمؤلف فيليب فاندنبرج، فى كتابه "لعنة الفراعنة"، إلى أنه بعد تلك الوقائع كان أول مرة يصبح العلماء والصحفيون يتحدثون بجدية عن لعنة الفراعنة وعن الرقيم الذى كان وجد وفقد، وعن الكثير من الرجال الذين تورطوا فى العمل وقد فقدوا، كما بدأ كثير من مساعدى كارنافون يموتون وذلك انتشر الرعب، على حد تعبيره.
ويوضح الكاتب أن وفاة "كارنافون" كانت سببا فى قدوم أحد محبى التاريخ المصرى وهو جورج جولد ابن أحد الممولين الأمريكان الكبار، فسافر فى جولة من القاهرة إلى الأقصر ثم إلى وادى الملوك، حيث رأى الاكتشاف المثير، ولكن فى الصباح التالى أصيب بحمى عالية مات على إثرها مساءً.
ووفقا لمقال لعالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، نشر بعنوان "الأدب العالمى ولعنة الفراعنة!"، البداية الحقيقية لقصص لعنة الفراعنة، أو ما يعرف بلعنة المومياوات، فى عام 1921 الذى شهد أغرب حادثة وهى قيام بعض من علماء حملة نابليون على مصر بشحن مئات المومياوات الفرعونية إلى أوروبا لكى يتم فك لفائفها أمام العامة، واستخدمت فى ذلك الساحات بل والمسارح أيضا ومن أشهرها مسرح بيكاديللى (Piccadilly) بعدها بدأت الكوابيس تنتاب كثيرا ممن يحضرون هذه العروض المشينة قبل أن يكون هناك علم يسمى علم المصريات؛ وكانت الآثار الفرعونية والمومياوات تمثل طلاسم وألغازا؛ سمحت للناس باستخدام الخيال كل يجد التفسير المقنع بالنسبة له.
وبعد هذا العام ظهرت فى 1827 رواية للكاتبة الإنجليزية Jane Webb London باسم «المومياء»؛ أو «قصة القرن الـ22»؛ والتى ظهرت فى ثلاثة أجزاء وقبل أن يكون هناك مصطلح روايات الخيال العلمى! وتحكى الرواية عن باحث شاب يحارب مومياء غاضبة عادت للحياة مرة أخرى! كما أصدرت الكاتبة Louisa May Alcott رواية «الهرم المفقود» عام 1869، أو «لعنة المومياء».. وفى هذه القصة يستخدم البطل قطعة من جسد أحد الكهنة كمشعل ينير له الطريق داخل الهرم، وهناك يجد صندوقا ذهبيا به ثلاثة حبوب لها شكل غريب، وعاد بالصندوق إلى أميركا، وقامت خطيبته بزرع تلك الحبوب فى حديقة المنزل، وارتدت زهور تلك النباتات فى حفل زفافها، وعندما استنشقت رائحتها غابت عن الوعى.