أبهرت مصر، مساء أمس، العالم كله، فى موكب المومياوات المليكة، فقد راح الملايين يتابعون حفلا أسطوريا يتحرك من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة فى الفسطاط، ووسط كل ذلك وكعادة المصريين لم ينشغلوا عن التفاصيل فراحوا يعجبون بجمال صور المومياوات، وكان من ذلك "شعر الملكة تى"، والمعروف أن المصريين كانوا يهتمون بجمالهم، حتى أنهم عرفوا باجنب الشعر الحقيقى عرفوا أيضا الشعر المستعار.
كانت مصر القديمة حضارة راقية، صنعت قيمتها من اهتمامها بالجمال ومن ذلك التفاصيل الصغيرة، وعرفت طرقا مختلفة لصناعة الجمال، والموضة، على مر العصور، منها ما يتعلق بالشعر المستعار، وقد ألقى موقع "ancient-origins" الضوء على جماليات ودلالات الشعر المستعار فى الحضارة المصرية.
يقول الموقع، منذ آلاف السنين، كان البشر يعيدون ابتكار صورتهم بأغطية للرأس، والشعر مستعار، ووصلات الشعر، والقبعات، لأغراض متعددة، حيث يعكس الشعر المستعار المحفوظ الموضة والتعبيرات الثقافية للمجتمعات، ويكشف عن الحياة اليومية للقدماء.
وأقدم الباروكات وصالونات الشعر التى تعود إلى التاريخ المسجل عرفها المصريون القدماء، حيث تم ارتداء الباروكات لعدة أسباب، ولكنها كانت الدعامة الأساسية وجزئا أساسيًا من خزانة الملابس - خاصة بالنسبة لنخبة المجتمع - حيث أن ارتداء الباروكة يدل على المكانة العالية، وغالبًا ما يقال إن حرارة المنطقة جعلت الناس يحلقون رؤوسهم ووجوههم فى مصر القديمة، ثم ارتدوا الشعر المستعار لحماية رؤوسهم من الشمس بينما يظلون هادئين.
ومع ذلك، تباينت الأنماط وتم حلق الرؤوس فى بعض الأحيان فقط، فى حين تم ارتداء الشعر القصير فى أوقات أخرى تحت الشعر المستعار أو وصلات الشعر الاصطناعية على هذا النحو، لم يكن الشعر المستعار مجرد غطاء رأس واق، لقد لعبوا دورًا مهمًا كبيانات أزياء وعملوا كمؤشرات اجتماعية.
فى عام 2014، عثر علماء الآثار على عدد من الرفات البشرية فى تل العمارنة فى مصر، ووجدوا تسريحات شعر رياضية متقنة ومحفوظة جيدًا، بما فى ذلك امرأة لديها أكثر من 70 وصلة شعر مستعارة، مصبوغة باللون الأحمر بالحناء، تم ربط الوصلات برأسها فى طبقات وارتفاعات مختلفة حول رأسها، كانت تسريحة شعرها المعقدة نموذجية عن الشعر المستعار والإضافات المستخدمة فى الحياة اليومية، وهو الآن اكتشاف نادر جدًا فى المدافن القديمة.