مع الصحافة والكتابة والتذوق هناك مفارقات لفظية طريفة، منها أن الرئيس الفرنسى الأسبق ميلران فى الجمهورية الثالثة فقد كان يتعرض لحملة هجوم من المعارضة ومن الصحافة، اتسعت لتشمل كل الصحف، وفى إحدى المرات كان يتجول ومر بجوار أحد المتنزهات فوقف عدد من الموجودين وحيوه وهتفوا له «يحيا ميلران»، فاندهش وعلق وسط حالة الدهشة: مازال هناك كثيرون لم يقرأوا الصحف.
ومرة كان الكاتب الأمريكى ويليام سارويان يركب سيارة وطلب من السائق أن يتوقف قرب حمار يرعى على جانب الطريق، نزل سارويان من السيارة، وتأمل الحمار جيدا ثم عاد وانطلقت به السيارة فسأله السائق عن سر وقوفه أمام الحمار، فرد عليه سارويان قائلا: بصراحة، حينما كنت صغيرا كانت أمى تنادينى كثيرا «يا حمار» وحينما رأيت هذا الحمار أردت أن أتذكر طفولتى.
و قبل أن يصبح الفرنسى الشهير كليمنصو وزيرا ورئيسا للحكومة تولى إدارة تحرير جريدة الفجر وواجه مشكلة غياب المحررين وتأخرهم فى الحضور فعلق إعلانا فى لوحة الإعلانات كتب فيه: السادة المحررين رجاء عدم مغادرة الصحيفة قبل المجىء للعمل، وفى إحدى المرات تلقى مؤلفا ضخما ألفه أحد السياسيين ، وبعد أن تلقى كليمنصو الكتاب سأله صحفى عن رأيه فى المؤلف فقال كان فى إحدى المرات قد تلقى مجلد من مؤلفات زميله السياسى بوانكارى والذى ترأس الحكومة وسأله أحد أصدقائه: ترى ما رأيك فى كتاب بوانكارى ؟
قال كليمنصو: لا بأس به، فيه شىء من كل شىء.. ثم طوى الكتاب وأردف قائلا: حتى أنك يمكن أن تشبهه بسيارة شاحنة.
ومرة حمل المسرحى بارنييه مسرحية شعرية إلى سارة برنار، فقرأتها وقالت له: رائعة، وكان من الممكن أن تكون أكثر روعة لو كانت مسرحية شعرية.
وبعد شهر من عرضها على المسرح عاد لها بارنييه يسألها عن رأيها بعد أن رأت العرض، فقالت له: حبذا لو كانت مسرحية شعرية.
فقال لها: ولكنها شعرية فعلا، فردت: فعلا ولكنها شعر من نوع آخر، واكتشف أنها كانت تطلق التعليق وكأنه نوع من الأكليشيهات.