أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة الشاعر الكبير علاء عبد الهادى، وقوفه الكامل غير المشروط مع موقف دولتى مصر والسودان، داعمًا الخيارات المتاحة لهما للمحافظة على الأمن القومى المائى العربى فى أخطر تهديد تعرض له منذ عقود طويلة.
وقال الاتحاد فى مؤتمر عقده، إنه يؤكد قوة العلاقات التاريخية الممتدة بين الشعب العربى والشعب الإثيوبي، وهو شعب صديق تربطه بشعوب الدول العربية وبالشمال الأفريقى بخاصة علاقات عميقة وممتدة تقوم على الاحترام والمحبة والتقدير المتبادل على مرّ تاريخ المنطقة، لكنه يحذر من خطورة أية خيارات بديلة متاحة خارج مائدة التفاوض، لأنها ستكون مغامرة بمصالح الأطراف جميعًا.
وأضاف علاء عبد الهادى أن استمرار المفاوضات بحسن نية دولتى المصب وعلى مدار عشر سنوات، يدل دلالة واضحة، لا تقبل العكس، على توافر الإرادة الحقيقية لمصر والسودان للوصول إلى اتفاق عادل وملزم يحافظ على الحقوق التاريخية لشعبيهما، ويضع فى اعتباره الاتفاقات الدولية السابقة حول هذه الحقوق، على نحو يمنحهما حقهما فى أمنهما المائى بحصص مائية لا تشكل خطرًا جسيمًا على شعبيهما، ومن خلال اتفاق ملزم لقواعد الملء والتشغيل، وعلى نحو يخفف من أثر الأخطار المحدقة، او الأضرار المحتملة على دولتى المصب.
وتابع: "إن ما تحوكه الكيانات والدول التى تقف من وراء هذا (التعنت التفاوضي) لفرض الأمر الواقع، لن يكون فخًّا لمصر والسودان اللذين أكدا ثوابتهما على نحو واضح، بل إنه لا يزيد على كونه اختيارًا مصيريًّا مرت به شعوبنا على مر تاريخها الطويل عشرات المرات، وأثبتت دائمًا من خلال اختياراتها القائمة على الحق والعدل والإرادة والعزة والكرامة قدرتها على حماية أمنها القومى على المستويات كافة، وهذا ما تؤكده الآن وحدة الإرادتين المصرية والسودانية، فى مصيرهما المشترك، وفى تأكيد أهم ثابت لديهما وهو التفاوض للوصول إلى وضع آمن لا يهدد استقرار المنطقة على أى نحو، وهذا ما لا يمكن تحقيقه دون توافر حسن النية والإرادة للأطراف كافة، لأنه لا تفاوض إلى ما لا نهاية من جهة، ولا تفاوض وفق سياق يفرض فيه أحد الأطراف الأمر الواقع، أو يتعسف بالانفراد بالقرار من جهة أخرى".
ودعا الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى ضرورة تفعيل "اتفاقية الدفاع العربى المشترك والتعاون الاقتصادي"، وأن هناك ضرورة لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لإعلان موقف واضح ضد أى مساس مجحف بحق شعبى مصر والسودان فى أمنهما المائي، وفى الحياة الكريمة المطمئنة لشعبيهما.
وأضاف الاتحاد أن الاحتكام إلى الاتفاقيات الدولية والمواثيق الثابتة والحقوق التاريخية لدولتى المصب هو حجر الزاوية فى أى اتفاق يتم الوصول إليه فى هذه المشكلة، وأن القفز على كثير من الثوابت التى تحكمها العلاقات الدولية، لا تخدم هذه القضية، لذلك فإن الاتحاد العام يهيب بكل الأطراف لاسيما الطرف الإثيوبى الحرص كل الحرص على الحل السلمى للقضية بما يراعى الحقوق المشروعة لكل دول المنطقة، وعلى رأسها الاتفاق على قواعد ملزمة بملء السد وتشغيله، مع المحافظة على الحصص المائية التاريخية لدولتى المصب، مصر والسودان.
وناشد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب منظمات المجتمع الدولى المدنية، ورموز الثقافة والفكر والأدب، والأحزاب السياسية فى دول العالم كافة، التى يهمها استقرار هذه المنطقة، دعم الموقف العادل الذى يراعى حقوق مصر والسودان من خلال قواعد قانونية ملزمة لملء السد وتشغيله، وعلى نحو يؤمّن استحقاقات الجانب الإثيوبى دون تعسف، أو ظلم يقع على الحصص المائية لدول المصب، وذلك بوصفهم جميعًا شركاء فى هذه الاتفاقية، وسيكونون شركاء فى مشاريع تنمية مستقبلية ومستدامة بينهم فيما بعد.