استمرار توافد الزوار على قبة ضريح الإمام الشافعى، بعد انتهاء وزارة السياحة والآثار من ترميمها، ضمن أعمال ترميم وصيانة المواقع الأثرية، بجميع أنحاء مصر، وذلك بأحدث الوسائل العلمية المعترف بها دوليًا، على أيدى خبراء ترميم بالوزارة، فكم بلغت تكاليف الترميم وما هو تاريخ الضريح؟
أوضحت وزارة السياحة والآثار أن القبة الضريحية للإمام الشافعى خضعت إلى أعمال ترميم استمرت قرابة الخمس سنوات بتكلفة بلغت أكثر من 22 مليون جنيه، ضمن إطار عمل مبادرة الأثر لنا، بدعم من صندوق السفراء الأمريكى للحفاظ على التراث الثقافى وبدعم إضافى من مؤسسة بركات، وصندوق الأمير كلاوس، ومؤسسة ألف.
أما عن قصة الضريح فشيد هذه القبة الضريحية السلطان الكامل الأيوبى عام 1211 م/608 هـ أعلى قبر الإمام الشافعى إكراما وتعظيما له، وهو أحد الأئمة الأربعة ومؤسس المذهب الشافعى والقاضى والفقيه والرحالة والشاعر. وفى عهد صلاح الدين الأيوبى قام ببناء تربة الشافعى عام 572 هـ / 1176 م، وهى أول مبنى يقوم على قبر الشافعي.
وينسب الضريح الحالى إلى السلطان الأيوبى الكامل محمد الذى شيده مكان ضريح فاطمى سابق بعد دفن والدته هناك عام 608 هـ | 1211 م، وفى عام 574 هـ / 1178 م، وتم الانتهاء من عمل التابوت الخشبى الذى يعلو التربة. وهو مزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشاً غاية فى الاتقان، وكتب عليه آيات قرآنية وترجمة حياة الشافعى واسم صانعه (عبيد النجار) بالخطين الكوفى والنسخ الأيوبي، أما القبة الخشبية الحالية فهى من التجديدات التى قام بها السلطان قايتباى عام 885 هـ / 1480 م ، كما جدد الضريح أيضاً السلطان قانصوه الغوري، وقام والى مصر على بك الكبير أيضا بتجديده.
وعن الترميم الذى تم بالقبة فيقول الدكتور أسامه طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، قد تضمنت أعمال الترميم الخارجية ترميم الجص المزخرف، أما عن الأعمال الداخلية فتضمنت ترميم الأخشاب الملونة، والتكسيات الرخامية الملونة، بالإضافة إلى الإصلاحات الإنشائية للمباني، وأعمال ترميم الأسقف والتبليط، وكذلك مجموعة من أعمال الترميم الخاصة مثل ترميم التوابيت الخشبية والمقصورات والتكسيات الرصاص، والعشارى وهو المركب الذى يعلو القبة. كما تم تطوير نظام الإضاءة وإضافة لوحات توضيحية تشرح القبة ومكوناتها للزائرين، بالإضافة إلى توثيق مبنى القبة وتفاصيله الزخرفية توثيقًا شاملاً.