فى عالم السياسة هناك مواقف تفرض الكثير من السخرية، أحيانا يكون التعليق على الحدث أو الشخص فيه مفارقة أو حكمة لكنه لا يخلو من طرافة، ففى إحدى المرات، وصف الرئيس الفرنسى الأسبق رينيه كوتى أحد السياسيين المعاصرين له بأنه سياسى عادى وليس رجل دولة، فسأله مرافقه عن المعنى فقال كوتى: إن رجل الدولة يريد أن يعمل شيئا من أجل بلاده أما السياسى العادى فهو يريد من بلاده أن تفعل شيئا من أجله.
وكان ميليران أحد رؤساء الجمهورية الفرنسية الثالثة يتعرض لجملة هجوم واسعة من المعارضة فى الصحف، وفى إحدى المرات كان يمر بجوار أحد المتنزهات، فهتف له المتنزهون «يحيا ميليران»، فتمتم بالقول: غريب، ما يزال هناك أناس لا يقرأون الصحف.
وعندما عين ميشيل دوبريه وزيرا للمالية، قابل الكثير من القضايا المعقدة، وبعد شهور سأله أحد أصدقائه وكان فى زيارته قال له: قل لى كيف ترى المنصب وكيف تتعامل مع الأوضاع المالية: قال دوبريه لمحدثه: لقد عرفت أخيرا ما يميز الإنسان عن الحيوان إنما هو المشاكل المالية. ومرة اجتمع به وفد من رؤساء المؤسسات التجارية، بغية طلب مساعدته، ومناشدته أم يكون متحررا، وقال أحدهم للوزير يحثه على تحرير القرارات الاقتصادية: معالى الوزير ينبغى أن نفتح النافذة.
فرد دوبريه: عندما نفتح النوافذ تدخل الشمس، لكن أيضا يمكن أن يدخل المطر.
فحدث أحد أعضاء الوفد زميله هامسا: لقد جئنا لمناقشة أمور الاقتصاد، لكننا انخرطنا فى الأرصاد الجوية.
ويروى الفنان الفرنسى بيير براسور انه سأل أحد أصدقائه الأغنياء: اشرح لى كيف السبيل لكى يجمع الإنسان ثروة ضخمة؟، فقال له صديقه الثرى: ينبغى للمرء أن يكون قذرا لمدة عشرين عاما ليصبح غنيا ويجمع ثروة ضخمة، فقال له براسور: وبعد العشرين عاما من القذارة؟
رد الرجل: بعد ذلك يبقى الإنسان قذرا.
ومرة كان الكاتب الأمريكى من اصل ارمني، ويليام سارويان يركب سيارة فى طريق برى فى ارمينيا فطلب من السائق أن يتوقف قرب حمار يرعى على جانب الطريق، نزل سارويان من السيارة، وتأمل الحمار جيدا ثم عاد وانطلقت به السيارة فسأله السائق عن سر وقوفه أمام الحمار، فرد عليه سارويان قائلا: بصراحة، حينما كنت صغيرا كانت أمى تنادينى كثيرا «يا حمار» وحينما رأيت هذا الحمار أردت أن أتذكر طفولتى.