تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، بما يسمى عيد السيدة فاطيما، المعروفة رسمياً باسم "سيدة الوردية المقدسة"، هو لقب كاثوليكى للسيدة مريم العذراء المباركة، جاء على أساس الظهورات المريمية الشهيرة التى ذكرها، فى عام 1917، لثلاثة أطفال رعاة فى كوفا دا إريا، فى فاطمة، البرتغال، وكان الأطفال الثلاثة هم "ليكا سانتوس وابن عمها فرانسيسكو وجاسينتا مارتو".
واعترفت الكنيسة الكاثوليكية فى وقت لاحق بهذه الأحداث بأنها "جديرة بالاعتقاد"، وبنيت كنيسة صغيرة فى موقع الظهور، تعرف الآن باسم "سانت فاطيما"، ابتداءً من عام 1918، وتمثال لتثبيتها، والتمثال داخل معبد سيدتنا فاطمة، وهو عبارة عن مجمع يزوره آلاف من الحجاج كل عام، كما تم بناء مرافق تابعة للحجاج، بما فى ذلك فندق ومركز طبى، على مدى عقود داخل وحول الحرم المقدس.
وترجع القصة إلى 13 مايو 1917، بعدما أفاد الأطفال أنهم رأوا امرأة "أكثر إشراقا من أشعة الشمس، وتسلح أشعة ضوئية وأقوى من كأس الكريستال الملىء بأكثر المياه تألقاً وتكسرها أشعة الشمس المحترقة"، ترتدى المرأة وشاحًا أبيض من الذهب وأمسكت سبحة فى يدها، طلبت منهم أن يكرسوا أنفسهم للثالوث المقدس وأن يصلوا "الوردية" كل يوم، لإحلال السلام للعالم ووضع حد للحرب.
زعم الأطفال الثلاثة أنهم شاهدوا العذراء مريم المباركة فى ما مجموعة ست ظهورات بين 13 مايو و13 أكتوبر 1917، وبعد أن ذكرت بعض الصحف أن العذراء مريم وعدت بمعجزة ظهورها مرة أخرى فى 13 أكتوبر، تجمع حشد ضخم، بما فى ذلك المراسلون والمصورون، تجمعوا فيما حدث بعد ذلك أصبح يعرف باسم "معجزة الشمس"، وقد ساهمت معجزة الشمس التى سجلت على نطاق واسع فى أن تصبح فاطمة بسرعة مركزًا رئيسيًا للحج، زار مليونا حاج الموقع فى العقد الذى تلا أحداث 1917. وتم بناء كنيسة صغيرة من قبل السكان المحليين فى موقع الظهور، ولم يتم تشجيع البناء أو عرقلته من قبل سلطات الكنيسة الكاثوليكية.
لكن هناك روايات أخرى خرجت عن تلك القصة، فهناك من يجزمون بأن التسمية منسوبة للسيدة فاطمة الزهراء، فيقولون إن الرعاة الأطفال الثلاثة عندما شاهدوا العذراء ذات المسبحة، قالت لهم من بين ما قالت إنها فاطمة بنت النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ودعتهم لبناء موقعا للعبادة فى المكان نفسه، إلا أن هذه الرواية لا تلقى قبولا كبيرا بالبرتغال، نظرا لأن القرية المسماة بفاطمة كانت موجودة قبل تاريخ واقعة الرعاة، وأن العرف المسيحى جرى على تسمية الكنيسة باسم القرية أو المدينة وهو ما حدث مع المزار الذى أطلق عليه اسم فاطمة، نسبة لقرية فاطمة آنذاك.
فيما ينسب البعض الآخر القصة إلى سيدة أندوليسية تدعى فاطمة أيضا، ووفقا للروايات التاريخية، تعود القصة لعام 1492 عند سقوط مدينة غرناطة بعد عدة معارك شنها الجيش المسيحى ضد المسلمين فى الأندلس، فكانت تدور معركة دامية عند قصر الملح بقيادة الملك ألفونسو الأول، وانتصر جيشه وغنم من جيش المسلمين، وكان من ضمن السبايا أميرة أندلسية من أميرات القصر تدعى "فاطمة"، فكانت من نصيب حاكم مدينة "أوريم" وتزوجها وجعلها على دينه، واشتهرت الأميرة بالمستوى العالى من الثقافة والعلم والآداب، ودرايتها الشديدة بالشعر واللغات، فكانوا يصفونها بالمكتبة المتنقلة.