يعتبر كعك العيد، أو كما يسميه المصريون باللهجة العامية "كحك العيد"، والبسكويت والغريبة وغيرها من الحلويات، من أبرز العادات والطقوس المرتبطة بعيد الفطر المبارك، والتى يحرص المصريون على تجهيزها بالمنازل قبيل انتهاء شهر رمضان الكريم من كل عام، ابتهاجًا بإتمامهم صيام الشهر الفضيل، لتكون مكافآتهم هى تلك الحلويات بنهاية الشهر الكريم وابتهاجًا بحلول عيد الفطر المبارك.
والمصريون من أقدم الشعوب التى عرفت صناعة الكعك فى مصر القديمة، أو مصر الفرعونية كما يسميها البعض، وقد أطلق عليه اسم "الأقراص"، لكونه مستدير الشكل، ربما كقرص الشمس.
ومن أبرز الشواهد على أن صناعة الكعك صناعة مصرية قديمة منذ ما قبل التاريخ، فإن هناك صورًا مفصلة لصناعة كعك العيد فى مقابر طيبة ومنف، من بينها ما صور على جدران مقبرة الوزير رخمى رع، من الأسرة الثامنة عشرة.
كما استمرت صناعة الكعك طوال التاريخ بين المصريين عبر العصرين اليونانى والرومانى، مرورًا بالعصر البيزنطى، إلى أن وصل إلى العصر الإسلامى لاسيما فى عهد الدولة الطولونية فى مصر 868 - 904م، حيث كان يصنع حينها فى قوالب خاصة، وانتقلت صناعته إلى الدولة الإخشدية وأصبح من أهم مظاهر عيد الفطر حينذاك. وهنا تجب الإشارة إلى أن بعض المؤرخين ينسبون صناعة كعك العيد إلى العصر الطولونى فى مصر، وإن كانت الشواهد الأثرية تثبت أن المصريين القدماء قاموا بصناعته أيضًا.
وفى عصر الخلافة الفاطمية فى مصر، 909 - 1171م، اهتم الفاطميون بإبراز كافة الأعياد الدينية والاحتفاء بها وإضفاء مظاهر البهجة عليها بين المصريين. فقد اهتموا بصناعة الكعك فى عيد الفطر، حيث كان الخليفة الفاطمى يخصص مبلغ 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، وكانت المخابز تتفرغ لصناعته من منتصف شهر رجب؛ ثم أنشئت بعد ذلك ''دار الفطنة''، وهى دار مخصصة لصناعة كعك العيد فقط.