تمر اليوم الذكرى الـ1696 على انعقاد المجمع المسكونى الأول فى نيقية لكنائس العالم، وذلك فى 20 مايو عام 325م، وهو أحد المجامع المسكونية السبعة وفق الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة وأحد المجامع المسكونية الأربعة، سُمى مجمع نيقية بهذا الاسم نسبة إلى مدينة نيقية، وعُقد المجمع بناء على تعليمات من الإمبراطور قسطنطين الأول لدراسة الخلافات فى كنيسة الإسكندرية بين آريوس وأتباعه من جهة وبين الكسندروس الأول وأتباعه من جهة أخرى، حول طبيعة يسوع هل هى نفس طبيعة الرب أم طبيعة البشر.
وبحسب موقع "الأنبا تكلا" عقد المجمع بسبب بدعة آريوس الهرطوقى، وذلك بأن كتب البابا الكسندروس إلى الملك قسطنطين الكبير يطلب منه عقد مجمع مسكونى للبت فى هذه البدعة، وطلب ذلك أيضًا من الأنبا أوسيوس أسقف قرطبة.
فوافق قسطنطين على عقد مجمع مسكونى وأرسل منشورًا لجميع الأساقفة فى المملكة ليستدعيهم فى مدينة نيقية التى تقع فى ولاية بيثينية، فذهب 318 أسقفًا من كل العالم المسيحى وكان حاضرا معهم البابا ألكسندروس، وكان البابا الوحيد فى ذلك الوقت وكان هو المدعى ضد آريوس.
وكان من الحاضرين الأنبا بوتامون أسقف هرقلية بأعلى النيل والقديس بفنوتيوس أسقف طيبة وكان عن ممثلى الشرق 210 أساقفة وممثلى الغرب 8 أساقفة، وحضر آريوس وأتباعه وهم أوسابيوس أسقف نيكوميديا، وثاؤجنس مطران نيقية، ومارس أسقف خلقيدونية ومعهم عشرة فلاسفة واجتمع المجمع سنة 325 م.
وألقى الملك خطابه باللاتينية، ثم بعد ذلك دارت المناقشات من 20 مايو حتى 14 يونيو عندما حضر الملك ووضع قانون الإيمان فى 19 يونيو، وختم المجمع أعماله فى 25 أغسطس. وكان من أهم البارزين فى هذا المجمع أثناسيوس شماس البابا ألكسندروس الذى تولى الدفاع عن لاهوت السيد المسيح.
وبحسب دراسة بعنوان "المسيحية ومجمع نقية" لسامى المنصورى، دعى الإمبراطور قسطنطين إلى أول مجامع مسكونى للفرق المسيحية لعله يستطيع أن يوحدها على عقيدة واحدة، وذلك بسبب اهتمام "قسطنطين" بالمسيحيين، خاصة بعدما رفع عنهم الاضطهاد، فاهتم بشئونهم، وهاله ما رأى من انقسام بينهم، فخشى أن تؤثر تلك الانقسامات على دولته.
فكان هذا المجمع أهم وأخطر المجامع بحد وصف الكاتب، إذا استطاع "قسطنطين" راعى المجمع أن يضع ثقله فى نصرة فرقة، وفى ذلك المجمع خضعت العقائد للتصويت، ففاز القائلون بألوهية المسيح بفارق الأصوات، وصدر القرار باعتماد ألوهية يسوع، وقد تم فى ذلك المجمع أيضا لعن آريوس ومشايعيه وحرق كتبهم.