يجب تكاتف جميع مؤسسات المجتمع لفهم الأطفال تراثنا القديم، وتدريسه فى المناهج يساعد على ترسيخ الهوية بشكل متميز داخل أطفالنا، هكذا قال الكاتب والباحث الطيب أديب، خلال مقابلتنا معه على هامش مشاركته فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل، بدورته الـ12، فى الفترة من 19 وحتى 29 مايو.
وقال الطيب أديب، حتى نربى الطفل على حب التراث ليس أمرًا سهلا، ويجب تكاتف جميع مؤسسات المجتمع، فالتراث لدينا مجاله واسع فيما هو مادى مثل الآثار المصرية والإسلامية والقبطية وما هو معنوى، وبالطبع لابد أن الجهات التربوية لها دور كبير للغاية مثل وزارة التربية والتعليم، فيجب تدريس ذلك من خلال المناهج بمراحلها المختلفة.
وأوضح الطيب أديب، أن الطفل يحتاج إلى كاتب متعمق في التراث حتى يستخرج لها خلاصة الأمر بطريقة سهلة ومبسطة، وتسليط الضوء من جانب الإعلام ومن الممكن تحويل ذلك إلى فن مسرحى أو أفلام كارتون، فلابد أن تكون المادة المقدمة للطفل جذابة حتى لا ينفر الطفل من التراث.
ويجب أولا أن يتم إحياء لغة الطفل بالشعر، وتحويل التراث المادى بطرق مبسطة عن أصل الحكاية، بلغة تتناسب مع المراحل التقدمية للطفل الآن الذى لا يترك التليفون المحمول من يديه، ولهذا يجب أن تكون المادة المطروحة تجذب الطفل لأن يذهب إليها، وذلك يتم معالجته من خلال الإعلام والأسرة والكاتب الذى التي تخلق حكايات مبسطة، وهذا تحد كبير ولكن عدم خلقه سيكون نتيجته ضياع تراثنا.
كان وضع الكاتب وخصوصا من يكتب للأطفال في المرحلة السابقة لا يوجد اهتمام بهم فكنا لا نرى كم الإصدارات التي يستحقها الأطفال والتي تقاس حسب التعداد السكانى وعدد الطفال في كل بلد، ولكن الوضع في الوقت الحالي تغير والنظرة بدأت تأخذ مسارها الصحيح، ونجد في كثير من الأحيان يتجه الكتاب الكبار إلى كتابة قصص وروايات للأطفال، مع أنهم في الماضى كانوا "يعيرونا بأننا نكتب كتب أطفال".
وعن تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومدى مواكبة العصر وهل هي مفيدة للأطفال؟ أشار الطيب أديب، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى من الممكن أن تقود الطفل للتقدم ورفع الوعى ومن الممكن أن يحدث العكس إذا غابت الرقابة من الأسرية، وإذا لم يجد الطفل ما يبهره من خلال صفحات ومحتويات جذابة تقدم معلومات مفيدة تساعده على رفع الوعى لدية، ولذلك أرى أن التحدى الفعلى هو خلق مادة تبهر الطفل في عصر تتقدم التكنولوجيا فيه بشكل كبير.
وأكد الطيب اديب، أن كتاب الطفل يختلف عن أي كتاب أخر فكتب الطفل تحمل الرسومات والألوان والحكايات التي تساعد صانعوا الإبداع الثقافي للأطفال على استقطاب النشء ناحية الكتاب وحب القراءة، ولهذا يجب أن يعمل فريق العمل المتخصص في كتب الطفل العمل على الإبداع وابتكار أفكار جاذبة للأطفال، وتشجيع الطفل على شراء الكتب، وإذا نشأ الطفل على ذلك من المستحيل أن يبتعد عنه يومًا، أو يسيطر على عقله شخص صاحب فكر متعصب أو متطرف.
وعن آليات ترشيح كتب للأطفال، فقال يأتى ذلك بواسطة أسرته ولكن بعد معرفة ما هي ميول الطفل الحقيقة، فهناك أطفال يحبون الخيال العلمى وآخرين يفضلون الروايات والقصص والحكايات، وهكذا، واصطحابه إلى معرض الكتاب حتى يتعلم اقتناء الكتب والحفاظ عليها، وبعد القراءة يجب أن نعلم الطفل كتابة ما استطاع فهمة من الكتاب، فكل ذلك يساعد على بناء الإنسان بشكل سليم.