تعرضت الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، خلال السنوات الماضية لاتهامات بأن لجان تحكيم الجائزة تفضل الروايات التاريخية على غيرها من الألوان الروائية الأخرى، واستند الكثير إلى منح الجائزة فى عامها السابق إلى الكاتب الجزائرى عبد الوهاب عيساوى، عن روايته "الديوان الإسبرطى"، فضلا عن القائمة الطويلة التى شهدت العديد من الروايات التاريخية، فى ظل صعود ملحوظ فى الاهتمام بكتابة الرواية التاريخية أو تلك التى تتناول جوانب من التاريخ، بما مثل علامة فارقة أو "تريند" أدبى على مستوى العالم العربى.
وتقف الدورة الأخيرة، التى فاز فيها الكاتب الأردنى جلال برجس برواية "دفاتر الوراق" أمام صحة تلك الاتهامات، خاصة أن الروايات المرشحة لم يكن من بينها الكثير الذى يعد تاريخيا، حتى أن الشاعر اللبنانى شوقى بزيغ رئيس لجنة التحكيم قال عن القائمة الطويلة "نحن أمام ست عشرة رواية مميزة من مختلف أصقاع العالم العربى، تراوحت سياقاتها الأسلوبية والتعبيرية بين تقنيات التوثيق، والرسائل والتقصى الاجتماعى والنفسى، والاستقصاء البوليسى المعقد".
وبالعودة إلى عام 2019 ذهبت الجائزة للروائية اللبنانية الكبيرة هدى بركات عن روايتها "بريد الليل" وتروى الكاتبة اللبنانية فى هذه الرواية حكايات أصحاب رسائل، كتبوها وضاعت مثلهم، وهي عن المهاجرين، أو المهجّرين، أو المنفيّين المشردين، يتامى بلدانهم.
أما فى عام 2018، فازت رواية "حرب الكلب الثانية" للروائى الأردنى إبراهيم نصرالله، حيث يتناول في هذه الرواية تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازى، بالتركيز على فساد الشخصية الرئيسيّة وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد، الرواية تسلط الضوء على نزعة التوحّش، تلك النزعة المادية البعيدة عن القيم الأخلاقية والإنسانية.
ما قبل عام 2018، كانت أغلب الروايات الفائزة بالجائزة هى روايات تاريخية بالفعل، حيث فاز فى عام 2017 الروائى السعودى محمد حسن علوان عن روايته "موت صغير" عن قصة "ابن عربى"، وفى العام التى سبقه فاز الأديب الفلسطينى ربعى المدهون عن روايته "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" والتى تدور عن عدد من الحقب التاريخية المؤثرة فى القضية الفلسطينية.
من الروايات التاريخية أيضا التى حصلت على الجائزة رواية "دروز بلجراد" للروائى اللبنانى ربيع جابر الفائز بها عام 2012، كذلك تستند رواية "طوق الحمامة" للكاتبة السعودية رجاء عالم الفائزة بالجائزة عام 2011 مناصفة مع الكاتب المغربى محمد الأشعرى عن روايته "القواس والفراشة" إلى أحداث تاريخية وقعت مكة.
رواية الأديب الكبير بهاء طاهر، الفائزة بالجائزة الأولى عام 2008، تستند إلى أحداث الثورة العرابية، كذلك كانت رواية الأديب الكبير يوسف زيدان "عزازيل" الفائزة عام 2009 هى رواية تاريخية عن راهب مسيحى.