أثارت دراسة حديثة على عظمة تعود لحيوان، كان علماء الآثار قد اكتشفوها عام 1970 في منطقة Les Pradelles الواقعة غرب فرنسا، اهتمام العلماء قبل بضعة سنوات فقط.
واتضح للعلماء أنها عظمة فخذ حيوان الضبع، اكتشفوا عليها تسعة شقوق غير متناظرة، وعادة يعتبر العلماء مثل هذه القطع من نماذج الفنون القديمة، لكن هذه العظمة أثارت اهتمامهم وأصبحت موضع نقاش متواصل.
ويعتقد الباحث الفرنسى فرانسيسكو دي إريكو أن هذه العظمة تختلف عن القطع الأثرية القديمة التى درسوها بصورة مفصلة، لأنها تنقل معلومات عددية، أى من المحتمل أن إنسان نياندرتال الذى عمل هذه الشقوق، كان يحاول احتساب شىء ما وتذكر الكمية الناتجة.
والافتراض الذى وضعه العلماء، فتح الأبواب على مصراعيها لنقاش وجدال مستمر حول ما إذا كان إنسان نياندرتال يعرف العد، أم الإنسان العاقل Homo sapiens هو الذى بدأ بالعد والحساب، ومع ذلك فإن تحديد العدد لا يزال يسبب له صعوبات كبيرة، حسب ما ذكرت روسيا اليوم، فمثلا في دراسة أجريت عام 2017، عرفت الأرقام على أنها "كيانات منفصلة محددة بوضوح ذات معان دقيقة، يعبر عنها برموز على شكل كلمات وعلامات".
ويذكر أن دراسة موضوع أصل الأرقام انتشر في منتصف القرن العشرين، حيث ظهرت إثباتات أولية تفيد بأنه حتى بعض الحيوانات يمكنها "العد" على الأقل إلى أربعة، كما أن بعض الحيوانات يمكنها المقارنة بين أشياء عديدة، لكن الحديث يدور عن الاختلاف الكبير. فمثلا تحديد أن عشرة أشياء أقل من عشرين، في حين تبدو لهم مجموعة من 20 قطعة وأخرى من 22 قطعة متساوية. ويلاحظ عند الأطفال في عمر ستة أشهر "ميلا للرياضيات".
وبالطبع فهم الإنسان للعد أكثر تعقيدا وتجريدا مما يستطيع أى حيوان آخر القيام به. والكلمات والعلامات التي نعبر بها عن الأرقام والعمليات الرياضية ناتجة عن التطور الحضاري وليس عن طفرة بيولوجية.
لكن لا يعرف إلى الآن متى بدأ البشر برسم علامات مجردة على العظام والأحجار، ومتى ظهرت الأسماء الأولى للأرقام. ومع ذلك تشير دراسات عديدة أجريت في السنوات العشر الأخيرة، إلى أن هذه الأمور ظهرت قبل عشرات وحتى مئات الآف السنين مما كان يعتقد سابقا، فهل يعنى هذا، أن إنسان نياندرتال فى منطقة Les Pradelles الفرنسية كان يعرف العد؟.