رحل، اليوم، الشاعر إيهاب خليفة، وذلك بعد شهور من معاناته مع المرض، وإيهاب خليفة (1972- 2021) شاعر مهم وإنسان نبيل، لم ألتقه كثيرًا، مرات قليلة لكنها كانت كافية كى أتأكد أن الشاعر الحقيقى هو من تسكن القصيدة فى سلوكه وقيمه.
كان لقائى الأول مع إيهاب خليفة يدل على نبله، إذ كنت أجلس فى إحدى الندوات، وإذ به يقترب منى ويعرفنى بنفسه، ويخبرنى بأنه كان يشرع فى كتابة قصيدة عن "موت آخر وحيد قرن أبيض"، يقول لى: "بينما كنت أقرأ حول الموضوع وجدت لك مقالة منشورة فى انفراد بعنوان "فى رثاء آخر وحيد قرن أبيض شمالى فى العالم" يقول إيهاب خليفة عندما قرأت ما كتبته شعرت باكتفاء وتوقفت عن كتابة القصيدة إلى حين، لأنك قلت فيها ما انتويت أنا قوله.
عندما سمعت ذلك، قلت "هذا إنسان نبيل"، والنبلاء قليلون فعلاً، ثم لاحظت نبله فى التعامل مع الناس حوله في هدوئه ورقته، ولكن ماذا عن الشاعر؟ لذا قمت بقراءة ما تيسر لى من قصائد منتشرة فى المواقع لإيهاب خليفة، فوجدته نبيلا أيضا فى جمله الشعرية الرشيقة وفى قضاياه التى يتبناها وفى انحيازاته وانتماءاته.
حزنت من أجل موت إيهاب خليفة، لأن الخسارة الكبرى التى يخسرها العالم هى موت شاعر، فذلك يأخذ من عمر الدنيا، يأخذ من نعيمها ورقتها ويسمح بانتشار أكبر للجفاف والجفاء معًا.
أتمنى من رفاق إيهاب خليفة أن يجمعوا دواوينه فى مجلد واحد، وأن تطبعها هيئة الكتاب، وأن يتاح بسعر معقول كى يقرأ الناس ويعرفون أن شاعرًا نبيلاً مر من هنا.