كاتب متمرد بطبيعته، يميل إلى الخيال، يتمسك بكل فكرة واردته، هذه الأسباب جعلته يهرب من أسرته من أجل الاستقلال عن السلطة العائلية والاعتماد على نفسه والانخراط فى مجال العمل، هو الكاتب والشاعر هرمان هسه، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 2 يوليو من عام 1877.
كانت بداية تمرد هرمان هسه مع المدرسة، حيث قال عنها : "لم أجد طوال الأعوام الثمانية التى قضيتها فى المدرسة إلا مدرسا واحد فقط أحسست تجاه بالحب والامتنان "كانت المدرسة فى نظره هى العدو الذى يهجم عليه ويريد أن يفسد عليه حياته وموهبته"، وقامت عائلته بوضعه فى مصحة نفسية والتى زادت من عزلته.
كانت بداية حياته فى العمل ساعاتى بعد أن فقدت العائلة الأمل فى تعليمه، ليعمل بعد ذلك فى إحدى المكتبات كانت مهام هسه فى المكتبة تنظيم وأرشفة الكتب، ولكنه ركز أكثر جهده على القراءة وتثقيف نفسه وتطوير أسلوبه ومفاهيمه الفلسفية والجمالية.
ونشرت أول قصيدة له فى عام 1896 بعنوان "مادونا" فى مجلة فيينا، وفى الخريف أصدر مجلدا صغيرا من الأشعار والأغانى الرومانسية تحت عنوان "قصائد رومانسية"، وكان ذلك أول مجلد ينشر له.
وتم بعد ذلك صدور كتابه "ساعة بعد منتصف الليل"، ولكن العمل باء بالفشل على الصعيد التجارى، وحتى عمله الآخر "قصائد رومانسية" لم يلق النجاح فمن أصل 600 نسخة مطبوعة فى غضون عامين من نشره لم يباع منه سوى 54 نسخة.
ولكنه استطاع من خلال أول رواية له وكانت تحت عنوان "بيتر كامينتسيند"، أن يصبح معروفًا، حيث طبعت فى عام 1904، وأصبحت شعبية جداً فى ألمانيا، وجلبت الشهرة له ومكنته من كسب العيش ككاتب، وأشاد بها سيجموند فرويد واعتبرها واحدة من الروايات المفضلة لديه، كانت "لعبة الكريات الزجاجية" آخر روايات هيسه، وخلال السنوات العشرين الأخيرة من حياته كتب هيسه العديد من القصص القصيرة معظم مواضيع تلك القصص استسقاها من طفولته، وبعد حصوله على جائزة نوبل فى 1946 تلقى هيسه عدداً هائلاً من الرسائل من الجيل الجديد من القراء فى ألمانيا الذى أبيدى إعجابه بأعماله، ورحل عن عالمنا فى 9 أغسطس من العام 1962، عن عمر 85 عاماً.