اختتمت أعمال المؤتمر الدولى الثانى "التحولات الدينية والحضارية بين النظرية والممارسة: لمؤسسات الدينية فى زمن الأزمات – من الربيع العربى إلى كوفيد، 19 والذى ينظمه كل من معهد الدراسات والتربية الإسلامية بجامعة مونستر ومعهد العلوم الإسلامية بجامعة توبينجن والجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية وبمشاركة خبراء وأساتذة من جامعات أمريكية وألمانية وفرنسية، بالإضافة إلى جامعات القاهرة الإسكندرية وحلوان والزقازيق وجامعات عربية، يناقشون عدة موضوعات ترتبط بالثقافة والحضارة وفلسفة الدين ما بعد كورونا.
وقال الدكتور أحمد فهمى عبد السلام، مقرر المؤتمر وأستاذ التاريخ الإسلامى وتاريخ التشريع فى المجتمعات المسلمة بجامعة مونستر الألمانية: "قد اجتمعنا على مدى ثلاثة أيام فيما يزيد عن 26 ساعة من المداخلات والمناقشات شارك فيها أكثر من 60 باحثة وباحث من ألمانيا والنمسا وسويسرا وهولاندا وبلجيكا وإيطاليا والدنمارك وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وكزاخستان ولبنان ومصر وتونس والجزائر والمغرب ببحوثهم وخلاصة دراساتهم فى ثلاث قضايا رئيسية تتناول التحولات النظرية والعملية فى أزمنة الأزمات والتغيير وهى ثورات الربيع العربى وتجديد الخطاب الدينى وجائحة كورونا دراسة علائقية تربط أثر كل ذلك على الفرد، والمؤسسة، والمجتمع، والأديان. فلقد أكدت الأزمان الدور الهام للمؤسسات الدينية المعتدلة والوطنية كشريك مجتمعى يتجاوز دوره مجرد الفتوى أو رعاية دور العبادة، بل فاعل رئيس فى تحقيق الوعى الدينى والمحافظة على الحقوق الوطنية".
جاءت البحوث المقدمة محققة لمبادئ التعددية بتنوعها وتكاملها واختلاف لغاتها وموضوعاتها فى سياقات زمانية/مكانية متعددة. وكانت جلها بحوثا راعت الأطر والاشتراطات العلمية والموضوعية المطلوبة والمنتظرة من مثل من قدمها وناقشها. فكان من نتائجها ما نختصره فى هذه النقاط:
الأثر الإيجابى للأزمات على المؤسسات الدينية حيث يدفعها للخروج من جمودها ونمطيتها إلى رحابة تجديد:
أ. المنهج،
ب. الوسائل،
ج. الخدمات.
من أجل تعزيز دورها المجتمعي.
وجود الكثير من التوافق بين القضايا العقدية والفقهية التى تثار فى زمن الأزمات رغم اختلاف المجتمعات والبيئة المحيطة من أغلبية أو أقلية مجتمعية ومجتمعات تقليدية أو تحررية واختلاف الأديان من يهودية، أو مسيحية أو إسلام.أهمية الانفتاح على الآخر وخاصة فى زمن الأزمات فالهم واحد والمصير كذلك.للإعلام والفنون أهمية كبرى فى توعية المواطنين زمن الأزمات.اتضح من المناقشات تباين فى الرأى حول مفهوم التجديد، مقصده، ماهيته، ومآلاته.رغم اختلاف اللغات المستخدمة فى المداخلات والنقاش وعدم وجود خدمة ترجمة فورية متخصصة كان التواصل ممكنا إلى درجة كبيرة، ما يعنى أن اختلاف اللغات ليس بعائق وأن التبادل العلمى المطلوب يمكن أن يتحقق بحلول بسيطة.
وقد اجتمعت اللجان المنظمة للمؤتمر وأصدرت التوصيات التالية:
أهمية توفير منصات علمية لتبادل الرأى والتجارب بين المتخصصين شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ضرورة الحفاظ على زخم التغير والتجديد والذى يثار فى زمن الأزمات، ليكون التجديد مستداما وذى مصداقية، المؤسسات الدينية الوطنية يجب أن تنشط فى نشر الوعى الدينى والثقافى الوسطى وتعريف المجتمع بأراء وفتاوى ووثائق المؤسسات الدينية المنزلة على واقعنا ومتطلباته ومتطلبات المستقبل كذلك، قيام المؤسسات الدينية بتقديم دورات تدريبية للإعلامين الراغبين التخصص فى الشؤون الدينية وكذلك العكس. للفن دور مجتمعى توعوى لابد من دعمه والاستثمار فيه.