نلقى الضوء على كتاب "أريد أن أعيش" لـ مهدى الموسوى، والذى يرى أنه فى داخل كل منا عالم سحرى زاخر بالكنوز والأسرار ينادينا كل حين للاحتفال بالحياة.
والكتاب يحتوى حكايات وتأملات لبناء عقل هادئ فى زمن مضطرب، وهو رحلة لتحرير النفس من الجروح المحفورة والتجارب الحزينة، والكفاح من أجل العيش بفرح وحيوية ومواصلة الرقص مع الحياة، وعيش مستوى جديد من التنور الروحى.
يقول الكتاب تحت عنوان "الفقير ونور القمر"
كان هناك رجل فقير يعيش وحيدا فى غرفة على سطح عمارة متهرئة، وكان مكتفيا بأمتعته البسيطة، قانعا بقلبه المنير بالرضى بما لديه، وكان الحفاظ على صفاء قلبه أهم شيء فى حياته، فيبدأ صباحه بتفقد قلبه والاطمئنان بمدى رضاه وقناعته بما عنده من نعم، ومهما كانت تلك النعم بسيطة فى نظر الآخرين ولكنها كنوز عظيمة بالنسبة له، كان يأخذ فى كل صباح باكر نفسا عميقا من عبق الحياة، وقبل أن يبدأ عمله كان يغتسل وكأنه يتوضأ ليبدأ رحلته المقدسة متوجها إلى عمله نظيف القلب قبل الجسد، وكان عندما يعمل كأنما يعزف على أوتار روحه، وكان كلما رأى نفسه تشطح بالأفكار السوداء، يعيد دوزنتها باليقظة والانتباه حتى تعود إلى رشدها.
وفى يوم من الأيام طرده صاحب العمارة، فجمع أمتعته عازما على مغادرة المكان ثم غط فى نوم عميق، وفى الصباح سطا عليه لص وسرق أمتعته، فأصبح لا يملك من حطام الدنيا إلا نفسه، فنظر إلى القمر وابتسم وهو يقول: ليتنى استطعت أن أمنح السارق بعضا من نورك ليضيء قلبه فيمتنع عن سرقة الآخرين".