من الشخصيات المهمة فى التراث الإسلامى شخصة أبو الأسود الدؤلى (16 هجرية – 69 هجرية) وهو واضع علم النحو، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "أبو الأسود الدؤلى":
ويقال له: الديلى.
قاضى الكوفة، تابعى جليل، واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن جلس بن شباثة بن عدى بن الدؤل بن بكر، أبو الأسود الذى نسب إليه علم النحو.
ويقال: أنه أول من تكلم فيه، وإنما أخذه عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وقد اختلف فى اسمه على أقوال: أشهرها أن اسمه ظالم بن عمرو.
وقيل: عكسه.
وقال الواقدى: اسمه عويمر بن ظويلم.
قال: وقد أسلم فى حياة النبى ﷺ ولم يره، وشهد الجمل وهلك فى ولاية عبد الله بن زياد.
وقال يحيى بن معين، وأحمد بن عبد الله العجلى: كان ثقة وهو أول من تكلم فى النحو.
وقال ابن معين وغيره: مات بالطاعون الجارف سنة تسع وستين.
قال ابن خلكان: وقيل: أنه توفى فى خلافة عمر بن عبد العزيز، وقد كان ابتداؤها فى سنة تسع وتسعين.
قلت: وهذا غريب جدا.
قال ابن خلكان وغيره: كان أول من ألقى إليه علم النحو على بن أبى طالب، وذكر له أن الكلام اسم وفعل وحرف.
ثم أن أبا الأسود نحى نحوه وفرع على قوله، وسلك طريقه، فسمى هذا العلم النحو لذلك.
وكان الباعث لأبى الأسود على ذلك تغير لغة الناس، ودخول اللحن فى كلام بعضهم أيام ولاية زياد على العراق، وكان أبو الأسود مؤدب بنيه، فإنه جاء رجل يوما إلى زياد فقال: توفى أبانا وترك بنون، فأمره زياد أن يضع للناس شيئا يهتدون به إلى معرفة كلام العرب.
ويقال: إن أول من وضع منه باب التعجب من أجل أن ابنته قالت له ليلة: يا أبة ما أحسن السماء.
قال: نجومها.
فقالت: إنى لم أسأل عن أحسنها إنما تعجبت من حسنها.
فقال: قولى: ما أحسن السماء.
قال ابن خلكان: وقد كان أبو الأسود يبخل.
وكان يقول: أطعنا المساكين فى أموالنا لكنا مثلهم، وعشى ليلة مسكينا ثم قيده وبيته عنده ومنعه أن يخرج ليلة تلك لئلا يؤذى المسلمين بسؤاله.
فقال له المسكين: أطلقنى.
فقال: هيهات، إنما عشيتك لأريح منك المسلمين الليلة، فلما أصبح أطلقه.
وله شعر حسن.
قال ابن جرير: وحج بالناس فى هذه السنة عبد الله بن الزبير، وقد أظهر خارجى التحكيم بمنى فقتل عند الحجرة.
والنواب فيها هم الذين كانوا فى السنة التى قبلها.