لا شك أن لوحة الموناليزا واحدة من أشهر اللوحات فى التاريخ، بل يمكن اعتبارها الأشهر على الإطلاق بسبب جمهورها المتزايد مهما تقدم الزمن، وتأثيراتها الكبرى فى الثقافة العالمية حتى إنه يمكن فهم هذا الأمر ببساطة من تتبع الأعمال الروائية والسينمائية والدرامية التي تحمل فى طياتها اسم الموناليزا أو رسمها، لكن كيف رأى سيجموند فرويد عالم الطب النفسى الأشهر اللوحة من باب التحليل النفسى؟
فى البداية لا بد من ذكر أن اللوحة حيرت سيجموند فرويد طويلا لدرجة أنه ألف كتابا عن رسامها ليوناردو دافنشى تحت عنوان دافنشى وذكريات الطفولة فيه فسر اللوحة من المنظور النفسى حيث قال إن دافنشى عاني من كونه ابنا غير شرعى فقد ولد نتاج لعلاقة بين سيد وخادمة، ولم يكن له أب يعترف به، في ظل كونه حتى بلا اسم ثان يضاف إلى اسمه الأول.
وأضاف فرويد أن لوحة الموناليزا لما جاء أوانها ظل فرويد يرسمها وقتا طويلا، حيث أخذت منه أكثر من الوقت المعتاد بحكم كونها لوحة بورتريه فى النهاية وهو ما يفسره فرويد بظهور الجانب الأمومي أثناء رسم اللوحة فقد ذكرته المرأة الإيطالية التي رسمها بأمه بطريقة ما وعليه فقد تعلق برسمها جدا والتالى فقد استغرق وقتا طويلا فى بناء ابتسامته من الناحية الفنية كما ركز بشدة على فكرة الإيحاء بمعنى أن يكون أيحاء الابتسامة أموميا غامضا كما تظهر اللوحة التي شغفت الملايين بسبب ابتسامتها تلك.
ويؤكد سيجموند فرويد فى كتابه دافنشى وذكريات الطفولة دور الجانب الأمومي في تعزيز قدرة دافنشى على رسم اللوحة حيث يقول:"لقد فقدت الأم زوجا فعوضت هذا بالطفل الذي أنجبته منه وهنا يقصد دافنشى و حنت عليه بأكثر مما تحنو الأم".