تلعب الأحلام دورا كبيرا في حياة الإنسان فهي تفرغ ما به من ثقل داخلى لكنها في رواية بساتين البصرة للروائية والقاصة منصورة عز الدين تلعب أدورا أخرى فهى تتنقل عبر الزمن وتلهم الناس وترقد نبؤات تخبرهم بما يأكلون ما يدخرون وتعدهم بما هو آت، وهو ما وضح فى تصدير الرواية مقولتين عن الأحلام أوردها ابن سيرين عن الحسن البصري، والأخرى لرولان بارت عن أن الأحلام قصص متهدمة مصنوعة من خرائب الذاكرة.
وتدور أحداث رواية بساتين البصرة بين زمنين الأول الزمن الحالى فى مصر بداء من محافظة المنيا حيث يعيش هشام خطاب الباحث عن الحقيقة الذى يهوى جمع المخطوطات الأثرية والنادرة ، والزمن الثانى هو العصر الأموي حيث يعيش يزيد بن أبيه والنساخ وزوجة يزيد ابن أبيه مجيبة الذين يمثلون مثلثا دراميا فى هذه الحقبة.
وتتداخل ذكريات هشام خطاب بطريقة غريبة مع يزيد ابن أبيه أحد تلاميذ الإمام الحسن البصري وكأنهم شخص واحد ولكن في أزمنة مختلفة ، وتدور أحداث الرواية على لسان 4 رواة وهم يزيد ابن أبيه وزوجته مجيبة، وصديقه ومفسر أحلامه مالك ابن عدي النساخ، وأخيراً واصل ابن عطاء مؤسس فكر المعتزلة وصاحب مبدأ المنزلة بين المنزلتين.
فى الخيط الدارمى الأول يعاني هشام خطاب فى علاقته مع الآخر بوجه عام ويشمل ذلك علاقته مع امه وعلاقته مع المرأة التي أحبها وكذلك علاقته بأستاذه الذى يسميه الناس الزنديق، وهو نموذج لرجل متحرر فى الظاهر لكنه يشدد على أهل بيته!
بينما تجمع يزيد ابن ابيه وزوجته والنساخ عقدة درامية أخرى إذ يسرق يزيد بن ابيه مجوهرات من رجل فى زمن الطاعون فيطمع في المجوهرات مالك بن عدى النساخ ويسرقها ويقتل يزيد بن أبيه يخونه مع زوجته مجيبة.
منصورة عز الدين؛ كاتبة وروائية مصرية، صدر لها أربع روايات وثلاث مجموعات قصصية. وصلت روايتها «وراء الفردوس» إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية 2010، كما فازت روايتها «جبل الزمرد» بجائزة أفضل رواية عربية من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2014 كما نالت مجموعتها القصصية «نحو الجنون» جائزة أفضل مجموعة قصصية مصرية من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2014، ووصلت مجموعتها القصصية «مأوى الغياب» إلى القائمة القصيرة لجائزة الملتقى للقصة العربية عام 2018، والقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد؛ فرع الآداب لعام 2020 و تُرجمت أعمالها إلى أكثر من عشر لغات..