نشاهد صورة للشاعر الكبير كامل الشناوى، وهو شاعر وكاتب صحفى من مواليد 7 ديسمبر 1908 فى "نوسا البحر" مركز أجا بمحافظة الدقهلية، ويعد وجها منيرا فى الثقافة المصرية وحلقة أساسية فى الوسط الفنى والصحفى فى عصر الازدهار الثقافي، إن جاز لنا القول.
عمل كامل الشناوى بالصحافة مع الدكتور طه حسين فى "جريدة الوادى" عام 1930 وكان ميلاده عقب وفاة الزعيم الوطنى مصطفى كامل فسمّاه والده "مصطفى كامل" تيمُّنًا بوطنية الزعيم الراحل وكفاحه.
وقد تدرَّج والده الشيخ سيد الشناوى بالقضاء الشرعيّ، حتى أصبح رئيس المحكمة العليا الشرعية، وكان ذلك أعلى وأرفع منصب قضائى فى مصر فى ذلك العصر. كما كان عمّه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ "محمد مأمون الشنَّاوى" شيخ الأزهر الشريف.
دخل كامل الأزهر الشريف، ولم يلبث به أكثر من خمس سنوات؛ فعَمَدَ إلى المُطالعة ومجالس الأدباء، ودرس الآداب العربية والأجنبية فى عصورها المختلفة، وعمل بدار الكتب التى جعلَ منها جامعة خاصة به، ومن مؤلفاته: "اعترافات أبى نواس، أوبريت جميلة، الليل والحب والموت".
بدأ الشناوى مسيرته الصحفية مُصحِّحًا فى مجلة كوكب الشرق، التى كان طه حسين مديرًا سياسيًا لها فأمر بنقله مُحرِّرًا بمكتبه، ثم انتقل كامل الشناوى إلى روز اليوسف اليومية عام 1935م، وعهد إليه العقاد أن يكتب المقال القصير، كما كان من عادة العقاد أن يكتب مقاله اليومى فى البيت ثم يتركه فى روز اليوسف صباحًا، ويعهد لكامل الشناوى بمراجعته.
وعُرِفَ برقَّة شعره الغنائيّ، فغنَّى له محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ "حبيبها، لست قلبي، لا تكذبي.." كما غنَّى له فريد الأطرش ونجاة الصغيرة وآخرون. وتوفى كامل الشناوى فى 30 نوفمبر 1965 فى القاهرة.