تمر اليوم الذكرى الـ829، على قيام ريتشارد قلب الأسد بعقد معاهدة صلح مع صلاح الدين الأيوبى فى سنة 1192 ليحتفظ الصليبيون بشريط ساحلى يمتد من صور إلى يافا ويسمح صلاح الدين الأيوبى للحجاج والتجار بزيارة القدس، وهى المعاهدة التى عرفت بصلح الرملة.
وانعقدت بعد معركة أرسوف أثناء الحملة الصليبية الثالثة، بموجب شروط الاتفاق، ستبقى القدس تحت حكم المسلمين، ومع ذلك، سوف تكون للمسيحيين حرية الحج للمدينة، أيضا، اشترطت معاهدة على أن تنحصر المملكة اللاتينية على شريط ساحلى يمتد من صور إلى يافا.
شخصية صلاح الدين رغم انتصاره على الجيوش الأوروبية لكنهم ظلوا معجبين به، واعتبروه أسطورة فى التخطيط العسكرى، والتسامح، يعرض كتاب "صلاح الدين: السلطان الذى قهر الصليبيين وشيد إمبراطورية إسلامية"، لمسيرة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، الذى نشأ من أصول كردية.. ثم وَفَد إلى مصر ليؤسس الدولة الأيوبية.. واختاره القدر وأحداث عصره - فى القرن الثانى عشر للميلاد-، كى يضطلع بمهمة أقرب إلى الرسالة التاريخية، حيث برز فى دوره فى صد وقهر المد الكولونيالى الذى دفعت به قارة أوروبا تحت تأثير إعلام التعصب العِرقي، مع استغلال الشعارات الدينية، وهكذا دخل "صلاح الدين" الأيوبى سجل التاريخ: قاهراً لمن استغلوا شعار الصليب ومشيّداً لدولة عظمى مذكورة فى سجل الإسلام على نحو ما يذهب إليه عنوان الكتاب الذى نعايشه فيما يلى من سطور.
ويستهل المؤلف مقولات كتابه بتأكيد أن صلاح الدين "صلادين" كما ينطقونه فى الغرب لا يزال يشكل اسم البطل التاريخي، يستوى فى ذلك - كما يضيف الكتاب- أصول معجبيه: أكراد.. عرب.. إيرانيون.. أتراك.. مغاربة من الشمال العربى الأفريقى المسلم.. بل ويضاف إليهم - كما يؤكد الكتاب أيضاً- أوروبيون من جنسيات شتى.
ويبين المؤلف أنه عاش يوسف صلاح الدين الأيوبى نحواً من 55 عاماً.. ورحل عن الحياة يوم 3 مارس من عام 1193 للميلاد، ويصوّر مؤلف الكتاب مشهد هذه النهاية موضحاً كيف أن اسم الرجل وسلوكياته ومناقبه ظلت مضرباً للأمثال فى أصقاع من أوروبا ذاتها، لدرجة أنه ظل الإيطاليون يتناقلون مشهد وفاته دون أن يحمل فى ثوبه درهماً أو درهمين .