بعد موت عبد الملك بن مروان تولى ابنه الوليد بن عبد الملك، والذى كان ولى عهده، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "خلافة الوليد بن عبد الملك بانى جامع دمشق": لما رجع من دفن أبيه خارج باب الجابية الصغير - وكان ذلك فى يوم الخميس وقيل الجمعة للنصف من شوال من هذه السنة - لم يدخل المنزل حتى صعد المنبر - منبر المسجد الأعظم بدمشق فخطب الناس فكان مما قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله المستعان على مصيبتنا فى أمير المؤمنين، والحمد لله على ما أنعم علينا من الخلافة، قوموا فبايعوا. فكان أول من قام إليه عبد الله بن همام السلولى وهو يقول:
الله أعطاك التى لا فوقها * وقد أراد الملحدون عوقها
عنك ويأبى الله إلا سوقها * إليك حتى قلدوك طوقها
ثم بايعه وبايع الناس بعده.
وذكر الواقدى أنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه لا مقدم لما أخر الله، ولا مؤخر لما قدم الله، وقد كان من قضاء الله وسابقته ما كتبه على أنبيائه وحملة عرشه وملائكته الموت، وقد صار إلى منازل الأبرار بما لاقاه فى هذه الأمة - يعنى بالذى يحق لله عليه - من الشدة على المريب واللين لأهل الحق والفضل وإقامة ما أقام الله من منار الإسلام وإعلائه من حج هذا البيت وغزو هذه الثغور وشن هذه الغارات على أعداء الله عز وجل فلم يكن عاجزا ولا مفرطا، أيها الناس عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد، أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذى فيه عيناه، ومن سكت مات بدائه.