أصدر ميخائيل رومان مسرحيته الأولى الدخان عام 1962 وقد أثارت ضجة عنيفة عند عرضها على خشبة المسرح وأفردت لها الأهرام ثلاث مقالات نقدية فكتب عنها أحمد بهجت، وقال فيها لويس عوض كلمته المشهورة "شيء اسمه الدخان في المسرح القومى"، وقد قام بإخراجها للمسرح كمال ياسين وقام بالبطولة الفنان عبد الله غيث وكتبها رومان وهو في سن الأربعين.
وتوالت بعدها أعمال رومان الذى ولد عام 1923 بالقاهرة وتخرج في كلية العلوم سنة 1947 قبل أن تجذبه الترجمة والمسرح فقد اطلع منذ تخرجه بعمق على المسرح العالمي، قديمه وحديثه، وقد تجلى هذا في مسرحياته المختلفة على شكل ملامح، من دون أن يتأثر بتيار محدد، لا في الموضوعات ولا في الأشكال الفنية، ونظراً لإتقان رومان اللغة الإنجليزية، فقد ترجم الكثير من المسرحيات العالمية عن الإنجليزية لصالح الإذاعة والتلفزيون، كما بدأ بكتابة القصة القصيرة والمقالات الأدبية، لكنه اتجه كلياً نحو التأليف المسرحي بدءاً من عام 1959، فكتب حتى وفاته المبكرة والمفاجئة 17 مسرحية، بعضها قدمته مسارح القاهرة، وبعضها الآخر نُشر داخل وخارج مصر، إلا أن القسم الأكبر منها ما زال مجهول المصير.
ويذكر الباحث مصطفى عبود في كتابه "تشريح القهر: قراءة في مسرح ميخائيل رومان" أن ميخائيل رومان هو من أكثر الكتاب المسرحيين إشكالية في المسرح العربي؛ فقد واجه الواقع الاجتماعي والسياسي في الستينيات بموقف حادٍ تمثل في التمرّد والاحتجاج والرفض لكل الممارسات الرامية إلى مصادرة الحرية بكل مستوياتها، وممارسة كل أشكال القهر ضد الإنسان.
ولعل ما يبرز تلك الحدة وذلك الغضب العارم في موقف رومان تجاه القهر والاستبداد ـ بحسب عبود ـ هو أنه ينظر إلى الحرية كمعادل للوجود الإنساني، فبتحققها تتحقق كرامة الإنسان وإنسانيته.
ويركز رومان في معظم مسرحياته على شخصية البطل الفرد الذي ينتمي إلى الطبقة البرجوازية الوسطى، ويمثل دائماً شخصية الرجل المثقف الذي يعاني أساليب القهر كافة في ظل أنظمة استبدادية تكاد أن تنجح بوسائلها القمعية في إلغاء هويته الفردية.
أما على صعيد التعبير اللغوي فقد لجأ رومان كمعظم كتّاب جيله إلى العامية المصرية بمستوياتها المختلفة، حسب طبيعة ومنطق الشخصية.