"قرأت العديد من الكتب.. لم أقرأ يوما مقدماتها ... ولا أعرف السبب.. ربما لأننى لا أحب المقدمات وأفضل الدخول فى صلب الموضوع، لذلك لا أحب المقدمات فليس هناك مقدمة لما سأكتب.. علما بأن ما كتبته قيل لى أنه بمثابة مقدمة.. هذا ما بدأ به الفنان أحمد حلمى فى كتابة "28 حرف".
واستعرض "حلمى" فى بدايه كتابه أنه "مالوش فى الكورة"، مستعينا بذكريات طفولته التى توضح أنه عندما كان يريد لعب الكرة مع أصدقائه الذين يعلمون "أنو مالوش فيها" جعلوه يلعب مع الفرقتين فى نفس الوقت وفى نفس الماتش، وأول ما الكورة تيجى عنده يحطها فى أقرب جون بجواره، مضيفا أن رغم كل هذه التسهيلات إلى أنه لم يأت بأى جول.
وبعد ذلك لخص "حلمى" أنه مهما "مكنش ليك فى الكورة" إلا أن حب البلد جعله يحب الكرة لتشجيع فريق بلده عبر مشاهدة التليفزيون فى المقاهى الشهيرة بوسط البلد.
ورسخ "حلمى" أهمية مداومة القراءة من أجل الثقافة والتطلع، ولذلك تحدث عن تجربته الشخصية منذ طفولته قائلا "أمى قالت لواحدة صاحبتها وهى بتعرفها علينا أنا وأخواتى "ده بقى ابنى الكبير" غاوى قراية .. اسم الله عليه، وربنا يحرسه" طب وأنا إيه؟ أنا مش غاوى قراية.. ربنا ميحرسنيش يعنى؟ ما شى يا ماما.. وبعد اللى قالته أمى ده قررت اقرأ عشان ربنا يحرسنى زى أخويا".
وأوضح "حلمى" أن مشوار القراءة جاء من خلال شراء مجلى ميكى ومع كل عدد يصدر يقوم بشرائه ومن هنا تزايدت رغبته فى قراءة مجلة ميكى، فمن كثرة حبه لميكى كان يقرأ ليلا ونهارا المجلة وهو نائم حتى أنه ظل نائما على أذنيه حتى تكبر وتكون مثل أذن ميكى، مضيفا أنه مع مرور الوقت تزايد حبه للقراءة.
وتناول "حلمى" أهمية الشعور بالمسئولية، فتحدث حلمى عن سكان بنها التى كان ينتمى إليها وكان معهد الفنون المسرحية فى الهرم، ولذلك قرر إيجاد مسكن بالقرب من المعهد وكان إيجاره 500 جنيه، هذا غير المصاريف الشخصية التى كان يأخذها من والده.
وفى يوم ما وهو يريد التحدث مع والده فى سنترال التليفونات، لكى يرسل له مالا إضافيا وسمع فى أحد الكبائن المجاورة، رجل راتبه 300 جنية فقط، هذا بالإضافة إلى أنه حرم نفسه من أكل اللحوم والجمبرى وركوب المواصلات ومشاهدة السينما والذهاب للمسرح من أجل أفراد أسرته، ومنها أدراك "حلمى" أن والده موظفا أيضا حاله مثل حال هذا الشخص يتحدث بالكبينة لكى يوفر كافة مصاريفه التى يطلبها، ومن هنا أدرك أهمية المسئولية.
كما يلقى "حلمى" الضوء على مقولة الشاعر "ألا ليت الشباب يعود يوما ..فأخبره بما فعل المشيب" مستعجبا لماذ لم يقل الشاعر "الا ليت الطفولة تعود يوما، لأنه لا يرى سببا واضحا لهذا البيت سوى أن المعنى فى بطن الشاعر، قائلا إن هذه الجملة كان يكتبها دائما فى كل امتحان عندما يسأل فيها عن معنى البيت وكان "يسقط"، لأن المعنى كان فى كتاب الوزارة وليس فى بطن الشاعر.