صدرت رواية "ساعة بغداد" للروائية العراقية شهد الراوى عام 2016 عن دار الحكمة للنشر والتوزيع فى لندن، ودخلت فى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2018، المعروفة باسم "جائزة بوكر العربية".
تدور أحداث الرواية فى منطقة راقية من أحياء بغداد فى تسعينيات القرن العشرين، وترويها طفلة تجد نفسها مع عائلتها فى ملجأ محصن ضد الغارات الجوية الأمريكية.
كتبت الرواية ببنية غير تقليدية على حد وصف النقاد، وبجرأة سردية عالية تجاوزت فيها الكاتبة منطق تعاقب الأحداث، كما أنها استطاعت أن تنفذ من الأحلام والذكريات والأوهام إلى الواقع وبالعكس، لتروى قصة جيل ولد فى حرب وعاش فى حصار وهاجر فى أعقاب حرب أخرى.
ومن مقاطع الرواية: "فمثلاً، يمكنك أن تقول إنها الساعة السابعة صباحاً حسب توقيت بغداد المحلي، بينما يقول شخص ما يقف من الجهة الثانية المقابلة إنها الساعة الخامسة عصراً بتوقيت بغداد المحلي، في الجهة الثالثة بإمكان شخص ما مر مصادفة في هذه المدينة أن يقول نحن الآن في الساعة الثانية ظهراً من يوم الأربعاء الموافق 9 نيسان 2003، بينما شخص آخر يقف في الجهة المقابلة له و ليس بعيداً عنه يقول بدون أن يرتكب خطأ ما إن الوقت الآن هو الساعة الرابعة من فجر يوم الأحد الموافق للعاشر من شهر شباط عام 1258.. هكذا اضطراب الوقت المحلي في مدينة واحدة، يتقاسم أهلها الوقت حسب أمكنتهم التي ينظرون منها إلى ساعتها، ففي هذه المدينة الغرائبية أصبحت أجيال مختلفة تتعايش فيها و ليس لديها إحساس طبيعى بالزمن الذي تعيش بداخله، صار الناس يسبحون فى فراغ زمني تختلط فيه قرون سحيقة مع سنوات حديثة، صار بالإمكان رؤية نبوخذ نصر و سميراميس يجلسان في مطعم يعمل فيه يزدجرد كسرى نادلاً".