قال الفنان السينمائى والمسرحى ناصر اليعقوبى إن عمله فى المجال المسرحى أثرى تجربته فى العديد من الجوانب، كالإلقاء والخطابة والتمثيل والكتابة وغيرها، وأكد ضرورة الاهتمام بالمسرح المدرسى من الناحية التطبيقية وليس فقط الناحية المنهجية، والاهتمام بالأطفال من باب تعاقب الأجيال، لافتاً إلى أن فترة عمله فى مجال المسرح المدرسى، شكلت فرصة كبيرة لاكتشاف المواهب والممثلين من مختلف الفئات، الأمر الذى يعتبر بحد ذاته إضافة قيمة للعمل على صناعة الامتداد الفاعل بين الأجيال على خشبة المسرح.
جاء ذلك خلال مشاركته فى ندوة أدبية، نظّمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ضمن فعاليات الدورة الـ 40 من معرض الشارقة الدولى للكتاب، تحت عنوان "أجيال تتواصل على خشبة المسرح"، أدارها سالم الرفاعى، رئيس مجلس إدارة مسرح رأس الخيمة الوطنى.
وأكد ناصر اليعقوبى أن إيجاد امتداد فنى قائم على المعرفة والفهم بين الأجيال على خشبة المسرح، يعد فى غاية الأهمية للحفاظ على التواصل، وحماية الإنجازات والنجاحات التى حققتها الثقافة الإماراتية عبر هذا الفنّ على مدار السنوات الطويلة الماضية، والتى ساهمت فيه شخصيات مبدعة من مختلف إمارات الدولة، والمنطقة العربية بشكل عام.
وقال "اليعقوبى" يطول الحديث عن المسرح الإماراتى ومحطاته المتنوعة، فقد نجح فى تخريج أجيال مبدعة، تمكنت من الوصول إلى مستويات ثقافية وفنيّة كبيرة. بعد بداياتى المتواضعة فى عالم المسرح الإماراتى فى العام 1985، تدرّجت فى التنقل بين ألوان وأشكال العمل المسرحى، وذلك بعد أن وجدت فى ذاتى قبولاً للوقوف على خشبة المسرح، وكان الشغف لدى يتمثل بضرورة حجز مكان لى بين النخبة المبدعة فى هذا المجال؛ اجتهدت كممثل، والبداية كانت من مسرحيات الأطفال المتنوعة، التى تشمل مسرحيات تحريك، ومسرحيات ظل وغيرها، وهو ما أكسبنى خبرة، تمكنت من خلالها بالتدرج شيئاً فشيئاً، والمشاركة بعدها فى مسرحيات كبيرة مثل مسرحية (مجانين ولكن).
وأضاف: "تعاقب الأجيال، والمشاركة مع شخصيات من مراحل متنوعة، يعتبر شيئاً مميزاً وفى غاية الأهمية على صعيد العمل المسرحى، وهذا الشيء حظيت به فعلاً، فقد عملت مع أجيال عديدة منذ بداية الستينيات، وهو ما كوّن زخماً معرفياً كبيراً عندى فى هذا المجال، حيث استفدت من تجاربهم فى مجالات متنوعة على المسرح، سواءً فى التمثيل أو الإضاءة أو الإخراج وغيرها، الأمر الذى أضاف إلى فهماً كبيراً لمختلف جوانب المسرح، استطعت توظيفه فى المرحلة الحالية، لنقل هذه الخبرة والمعرفة والتجربة إلى أجيال أخرى جديدة، وكنت دائماً أشجّع وأحفّز مختلف فئات الأجيال على الالتحاق بهذا الفن الواسع".
وحول الشخصيات التى يتقمّصها المسرحى، ومدى تأثيرها على الحياة الشخصية للممثل، قال اليعقوبى الشخص المسرحى يتعايش مع الدور الذى يقوم به، لأجل تحقيق أكبر اندماج ونجاح ممكن، ولكن خلال فترة قصيرة ينفصل الممثل عن هذا الدور، وهنا تكمن قوة الفنّ، والقدرة على التمثيل.
ودعا اليعقوبى فى ختام الندوة إلى ضرورة الاهتمام بالشباب فى هذا المجال من الفن، وضرورة العمل على الجوانب التطبيقيّة التى من شأنها أن تسهم فى استدامة العمل المسرحى، وتحديداً فى المناهج الدراسية، عبر تفعيل المسرح المدرسى، من خلال التعاون بين مختلف الجهات المعنية.