صدرت رواية نوميديا للروائي المغربي طارق بكاري عام 2015 عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت، ودخلت القائمة النهائية "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2016، المعروفة باسم "جائزة البوكر العربية"، وفي نفس السنة فازت بجائزة المغرب للكتاب في فئة السرديات والمحكيات.
في الرواية تكتب جوليا، العشيقة الفرنسية، حكاية مراد، المغربي، اللقيط والملعون من قِبل أهل القرية التي وجدوه فيها فنُبِذ وأساء الناس إليه بالإهانة والضرب، فلجأ مراد إلى العشق كمحاولة للانتقام من القدر: عشقِ خولة التي حملت منه، عشقِ "نضال" زميلتِه في الدراسة والعمل النضالى، عشقِ جوليا المسْتعمرة، وعشقه الأخيرِ لنوميديا، الأمازيغية الخرساء.
ويبحث الروائي طارق بكاري موضوع الهوية وضياعها وسط عدة مفترقات في المجتمع المغربي بين حياة الفرد الذي تسرقه المدينة من الأصل، وبين الأصولية التي تعصف بشعوبها على صعيد واحد ضد الفكر الماركسي الذي يتناوله البطل، وبين صورة المستعمر الذي يستمر في سرقة الآخر.
ونوميديا في الأصل هو اسم ملكة مشتق من شخصية أسطورية أمازيغية، حرص الكاتب في الرواية أن يحملها بدلالات واقعية وتاريخية، وذلك بلغة يوظف شاعريتها لتقديم لوحة تضج بالحياة، رغم سوداوية الواقع المعالَج ومأساوية المصائر والفوضى التي تعيشها شخصيات الرواية.
ويعتبر طارق بكارى واحد من أبرز الكتاب الشباب في المغرب وهو من مواليد مدينة ميسور سنة 1988 وحاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب بفاس عام 2010، وعلى شهادة الكفاءة للتدريس من المدرسة العليا للأساتذة سنة 2011، يعمل أستاذا للغة العربية بالسلك الثانوي التأهيلي بمدينة مراكش، وله مجموعة من الأعمال الأدبية والمقالية المنشورة في وسائط إلكترونية وورقية.
صدر له بالإضافة إلى روايته الأشهر نوميديا روايتا القاتل الأشقر ومرايا الجنرال.