برحيل الدكتور جابر عصفور، غادرنا عضو مهم من شلة المحلة الأدبية، المجموعة الأدبية التى بدأت تضم "جابر عصفور، محمد المنسي قنديل، جار النبي الحلو، سعيد الكفراوى، صنع الله إبراهيم، نصر حامد أبو زيد، محمد صالح، فريد أبو سعدة"، فقدت الآن أحد رموزها بعد رحيل المفكر والناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، والذى رحل عن عالمنا يوم الجمعة الماضى عن عمر يناهز 77 عامًا.
وفقدت شلة المحلة حتى الآن من مبدعيها: "الدكتور نصر حامد أبو زيد، الشاعر محمد صالح، القاص سعيد الكفراوى، الدكتور جابر عصفور"، تاركين أصدقاء العمر فى محنة الفقد "الروائى محمد المنسى قنديل، الروائى جار النبى الحلو، الشاعر محمد فريد أبو سعدة، صنع الله إبرأهيم".
وبحسب القاص الكبير الراحل سعيد الفكراوى، فإن شلة أدباء المحلة بدأت تكوينها بروح القرية المصرية، وكانت قضيتها الرئيسية في البداية هي القضايا الإقليمية التي تخص أهالي إقليم المحلة، وبدأت في التطرق إلى القضايا الأدبية مع انضمام الدكتور جابر عصفور في عام 1963 والذي عمل على نقل تلك الشلة من الكُتاب إلى مرحلة الحداثة.
ويكتب الشاعر محمد فريد أبو سعدة فى "الصبى الذى كنت.. سيرة ذاتية": "كان هذا مع عامى الأول فى المرحلة الثانوية، وفى العام الثانى تعرفت على المنسى قنديل وجار النبى الحلو، كانوا يكتبون القصص فكتبت قصصاً، وحاولوا هم أيضا كتابة الشعر! ثم تعرفنا على فصيل سبقنا إلى تكوين نادى الأدب فى عام 1965، سعيد الكفراوى وجابر عصفور ومحمد صالح ونصر حامد أبو زيد ورمضان جميل وبكر الحلو، كانت المناقشات أشبه بتدريبات عسكرية شاقة، لفصيل مهمته غزو العاصمة، وإعداده للتصرف الصحيح فى كل الظروف".
وبحسب الناقد الكبير شعبان يوسف، كان من أبرز ممثليها السعيد سلامة الكفراوى، وهو نفسه الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، ومحمد المنسى قنديل، وجار النبى الحلو، ومحمد صالح، ورمضان جميل، ومحمد الشطوى، وصالح الصياد، وأحمد عصر، وغيرهم، وكانت المحلة الكبرى فى ذلك الوقت مزاراً دائماً لأدباء القاهرة وغير أدباء القاهرة.
ويوضح "يوسف" أن سعيد الكفراوى ومحمد المنسى قنديل وجار النبى الحلو، كانوا أبرز من أسماء أخرى كالدكتور جابر عصفور والدكتور نصر حامد أبو زيد، الذى كان يكتب شعراً بالعامية، وهذه المعلومة للرصد فقط لا غير، لأن د. جابر عصفور كان مشغولاً بحياته الأكاديمية والجامعية، والتى أتت بثمارها فيما بعد، مع مسيرته الفكرية والثقافية والأدبية لاحقاً.
وأشار إلى أن تلك المجموعة من الكُتاب تعرضت في شبابها ووقت تأسيسها لشلة أدباء المحلة للعديد من الانتقادات حتى أطلق عليها البعض في البداية لقب «المافيا» حتى أثبتت نفسها كتجربة ثقافية واعية، لها رأيها ومواقفها الأدبية والثقافية.