صدر حديثا عن دار أكتب للنشر والتوزيع، رواية تحت عنوان "أبواب الروح السبعة..رحلة فى رحاب الذات"، للكاتب أيوب الحجلى.
ومن أجواء الرواية :
"محاذاة الشَّلال عبر الطريق الضيق الممتدِّ خلفه، وشُعورى بالضِّيق راح يستعر فى قفص صدرى لمفارقتى هذا الرجل الذى جمع فى جوارحه حكمة ومحبة بالغتين، شعورى بأنى سأُكمل وحدى سرق منى بهجة الرحلة التى انتابتنى صباحا، ولكنى عندما رأيت الشلال والطريق عادت إلى أساريرى ابتسامة الإصرار التى عهدها فى نفسى قبلا، كان غبار الماء المبعثر فى الأجواء ثقيلا وباردا رغم خروج البخار منه، وعلاوةً على صوته المزعج الصاخب، راحت الرطوبة تستقر على جسدى، وشعرت بقطرات من الماء تسيل فوق وجهى، وعندما تجاوزته وجدت أن الطريق الضيق قد انتهى ولا سبيل لأكمل طريقى، ورحت أفكر بأن هناك طريقًا آخر قد ينحدر إلى الأسفل، وقفت لأتمعن بمنظره؛ ولأنظر إلى نهايته، توقعت أن أرى نهرًا أو بُحيرة تنتهى عندها صفعات ماء الشلال الساقطة من فوق، ولكن لم أصدق ما رأيت بعينى، لقد كانت رؤوس أشجار لغابةٍ كثيفةٍ يتساقَطُ عليها الشلالُ كأنه أوراق أشجار يابسة، اعتقدتُ أن فى الأمر لغزًا، ولكن بعد بضع ثوانٍ تذكَّرتُ الزهرة فى يد الحكيم وتذكرت ما قاله لى: "إن الحقيقة هى الوعى المعرفى داخلنا، فإذا أدركتَ هذه الحقيقة، أدركتَ قانون ما حولك ماديًّا وملموسًا، فهو جزء من أجزاءٍ كثيرةٍ، وحقيقتُنا المعرفية أقوى من الحقيقة المرئية".