تعرف على 3 خطوات لترميم المومياوات داخل المتاحف الأثرية

المومياوات تعتبر من أهم الآثار التى وصلت إلينا من العصور القديمة، حيث إنها تعكس لنا الحياة وطبيعتها وما توصلوا إليه من تطور فى معتقداتهم الدينية وأسلوب معيشتهم والفنون المختلفة وكذلك علوم الطب، لذلك من الضرورى جدا الحفاظ على هذه المومياوات حتى تعلم الأجيال القادمة ما فعله أجدادهم، ولهذا أردنا معرفة كيفية ترميم تلك المومياوات.

قال الأثرى أحمد الغرباوى، أخصائى ترميم بوزارة الآثار، بداية تتم دراسة طرق التحنيط المختلفة والمواد المستخدمة فى التحنيط من راتنجات وزيوت وأملاح حتى يتم معرفة عوامل ومظاهر التلف المختلفة ونتمكن من وضع خطة علاج مناسبة لها، ويعتبر أقل تدخل فى الترميم هو أفضل عملية ترميم والهدف من ذلك هو أن يتم إيقاف عوامل التلف والحفاظ على المومياوات لأطول فترة ممكنة. وأوضح أحمد الغرباوى، أن من خطوات ترميم المومياوات تتضمن "أولا: التوثيق والتسجيل: وذلك بالتصوير الفوتوغرافى والرسم التقليدى أو استخدام برامج الكمبيوتر "اوتوكاد – فوتوشوب" وتسجيل بيانات الأثر "الفترة الزمنية – الوصف الأثرى – المقاسات – أماكن الحفظ السابقة – عمليات الترميم السابقة، وهكذا".

وتابع ثانيا "الفحوص والتحاليل: استخدام أحدث الأجهزة العلمية المتطورة فى عملية التسجيل وفحص المومياوات يكشف بسهولة وبدقة شديدة أهم عوامل التلف التى تصيب المومياوات كذلك تكشف عن مظاهر الضعف وأماكنه، عن طريق: ـ التحليل بطيف الأشعة الحمراء IR - التحليل بطيف الأشعة فوق البنفسجية U.V - الميكروسكوب الإليكترونى الماسح SEM - التصوير بالأشعة المقطعية باستخدام جهاز CT. Scanning - الفحص الجينى باستخدام الـD.N.A. وأضاف "الغرباوى" أما ثالث عمليات الترميم المختلفة فتتم كالتالى: 1- التعقيم: للتخلص من البكتريا والفطريات والحشرات وذلك باستخدام الطرق التقليدية "الزيوت الطاردة الطيارة – مضادات البكتريا والفطريات" أو استخدام الطرق الحديثة "التعقيم بغاز ثانى اكسيد الكربون أو النيتروجين".

2- التنظيف: وهو نوعان تنظيف ميكانيكى باستخدام الفرش بأنواعها وفى حالات التكلس الشديد نستخدم المشارط، والتنظيف الكيميائى باستخدام المحاليل المختلفة للتخلص من بقع الزيوت والدهون.

3- التطرية وفرد الثنايا: يتم استخدام بخار الماء لتطرية ألياف الكتان الموجود على هيئة لفائف تغطى الأثر بالكامل وفرد الثنايا وأيضا لتنظيف الاتساخات التى بين الثنايا والألياف .

4- التقوية والتثبيت: باستخدام مواد مختلفة "كلوسيل جى – ميثيل سيليلوز – بعض البوليمرات" لتقوية القطوع والانفصاليات وتثبيتها .

5- العرض المتحفى للمومياوات :إن العرض المتحفى للمومياوات ما هو إلا عمل علمى فنى مكمل للحفظ، ويتطلب دراية ودراسة علمية وثقافية وجمالية ويتم اختيار عناصر العرض المتحفى بناءا على حجم ومادة وتاريخ وحضارة المومياء نفسها وبطريقة تتناسب مع طريقة العرض المتبعة فى المتحف الذى يتم العرض فيه، كذلك مواصفات خزانة العرض المناسبة لواجهة المتحف من جهة وللصيانة السليمة العلمية من جهة أخرى .

وأشار الغرباوى، إلى أن المومياوات تعتبر من أقيم الآثار المتروكة حيث إنها تمثل أغلى ما يمتلكه المصرى القديم وهو جسده، أما باقى الآثار فما هى إلا متعلقات ومقتنيات شخصية، كما أن الدلالات والقيم الكامنة فى المومياوات كآثار متعددة وكثيرة ونذكر منها القيم التاريخية والأثرية والعقائدية الدينية والطبية والتشريحية، بالإضافة لعظمة المصرى القديم تتجلى فى اخفائه اسرار خطوات عملية التحنيط.