يكفي مجرد وجود مقبرة جماعية قديمة بالقرب من الأقصر في جنوب مصر لإثارة اهتمام أي شخص لديه حب للتاريخ القديم فلم تكن المقابر الجماعية شائعة لدى قدماء المصريين إذ كانوا حريصين جدًا على الطقوس الجنائزية المتقنة والأهرامات حتى أن أشهر بقايا حضارتهم ، هي في الحقيقة مقابر ضخمة ، كل منها مخصص لشخصية مهمة واحدة وعائلاتهم، لكن هذا الموقع ، قبر المحاربين في الدير البحري يحتوي على أكثر من 60 جثة محنطة ويشير إلى شيء خارج عن المألوف.
وتم إغلاق المقبرة منذ اكتشافها في عام 1923 ويعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام في عصر المملكة القديمة لقدماء المصريين (حوالي عام 2200 قبل الميلاد) ، ولم يتم التحقيق مكتشفات المقبرة إلا مؤخرًا وفقا لموقع SBS.
الفيلم الوثائقي القديم Darkest Hour استضاف عالمة الآثار سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، التى أكدت أن الجثث المدفونة هناك ماتت جميعًا عبر وفيات عنيفة، تحمل أدلة على جروح السهم والصولجان، ويبدو أنهم قد دُفنوا على عجل، ما يشير إلى أن أولئك الذين دفنوهم كانت لديهم أمور أخرى أكثر إلحاحًا في أذهانهم في ذلك الوقت.
ومن المعروف أن الدير البحري هي منطقة قبور على الضفة الغربية على النيل مقابلة لمدينة طيبة القديمة (الأقصر اليوم) وتقع شمالا منها وقد عثر في تلك المنطقة على عدة قبور منحوتة في الصخور ويوجد في الدير البحري ثلاثة معابد .