يعد اكتشاف الحمض النووى واحدًا من الأهم الاكتشافات العلمية حيث أدى إلى تغيير مسار علم البيولوجى في العالم كما استخدم على نطاق واسع في مجالات عدة منها تحديد النسب ودراسات أصل الأنواع وأبحاث التاريخ والآثار، ولكن ما هى قصة اكتشاف تركيب الحمض النووى؟
البداية كانت مع العلم السويسرى فريدريك ميسشر الذى عزل تركيبات نوى الخلية وسماها النيوكلين والتسمية مشتقة من النواة في الخلية، وفي أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر، قام ألبرشت كوسل بتنقية المادة واكتشف خصائصها الحمضية العالية، ومن هنا جاءت تسمية الحمض النووى.
في عام 28 فبراير من عام 1953 أعلن العالمان الأمريكى جيمس واتسون والبريطانى فرنسيس كريك اكتشافهما للتركيب الكيميائي للحمض النووى DNA وقد تم الإعلان رسميا في 25 أبريل بعد صدور مقالهما في مجلة نيتشر في 2 أبريل.
في مارس 1953، باستخدام بعض البيانات التجريبية التي جمعها روزاليند فرانكلين بشكل أساسي وكذلك موريس ويلكنز، استنتج واتسون وكريك البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووى.
أدلى السير لورنس براج، مدير مختبر كافنديش (حيث عمل واتسون وكريك) بالإعلان الأصلي عن هذا الاكتشاف في مؤتمر سولفاي حول البروتينات في بلجيكا عام 1953 بينما قدم واتسون وكريك ورقة بعنوان التركيب الجزيئي للأحماض النووية: بنية للحمض النووي منقوص الأوكسجين إلى المجلة العلمية Nature، والتي نُشرت في 25 أبريل 1953، وقد وصفه بعض علماء الأحياء الآخرين والحائزين على جائزة نوبل بأنه أهم اكتشاف علمي في القرن العشرين.
يعرض إنجاز واتسون على النصب التذكاري في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك.
وقد منح واتسون وكريك جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب في عام 1962 لأبحاثهم حول بنية الأحماض النووية، ويمكن اعتبار نشر البنية الحلزونية المزدوجة للحمض النووي نقطة تحول في العلوم، فقد تغير فهم الإنسان للحياة جذرياً وبدأ العصر الحديث من البيولوجي.