عرفت السينما المصرية منذ ظهورها عدد من الفنانين الذين امتازوا فى تقديم أدوار الشر، كثير من هؤلاء امتلك موهبة كبيرة في التجسيد، وتمتعوا بالموهبة الفنية الفذة خاصة فىأدوار الشر، الأمر الذى ترك صورة سيئة لدى أذهان الجمهور فالجميع أصبح يرى كل مجسدى الشر شخصا سيئا وغير آدمى، والحقيقة أن السينما عالم افتراضى ليس له علاقة بالواقع فأمام الكاميرات أشرار ومن خلفه الأصل طيب.
وتمر اليوم الذكرى الـ 99 على ميلاد واحد من أبرز أشرار السينما المصرية، الفنان القدير صلاح منصور، إذ ولد في 17 مارس عام 1923، وهو ممثل مصري اشتهر في فترة الستينات وقد عرف بأدوار الشر في السينما المصرية، ومن أبرز أدواره العمدة عتمان في " الزوجة الثانية" و"سلمان" فى "بداية ونهاية".
لكن هناك العديد من أصحاب أدوار الشر، الذين أتقنوا في تقديمها، لكنهم في حقيقة الأمر، كانوا في الأصل طيبين عكس الشخصية التي رسمت في مخيلة الجمهور عنهم، ومن بينهم:
محمود المليجي
الملك المتوج هنا، وأيقونة الشر السينمائي، من أفضل ممثلي السينما في تاريخها، له أكثر من 400 فيلم والغريب أن أفضل أدواره على الإطلاق كان بعيدًا تمامًا عن الشر، وأفضل أدواره "محمد أبو سويلم" في " الأرض" و"عبد الصبور" في " الوحش" و"زناتي" في " الإيمان" أما أشهر لازماته فكانت "وعايزني أكسبها".
زكي رستم
جراند بريمير السينما المصرية، القادر على التحول من الخير للشر في لحظة، وإقناعك في الحالتين، عاش وحيدًا ولم يتزوج وقيل عنه أنه كان حاد الطباع، وأفضل أدواره: الموظف الطيب المؤمن بوظيفة الحكومة في " معلهش يا زهر"، والبلطجي في " عائشة"، أما أفضل لازماته فكانت "روح يا شيخ الله يعمر بيتك" و"صدقيني يا نوال".
إستيفان روستي
ابن البارون النمساوي، الذي وُلد في مصر فأصبح علمًا لم ولن يتكرر، حتى أنه للآن لم يستطع أحد الاقتراب منه أو تجسيد شخصيته، رغم كل أعمال السير الذاتية التي تناولت فنانين رحلوا، أفضل أدواره: الخواجة اليهودي في " أخر شقاوة" والوجيه المفلس في " تمرحنة"، أما أفضل لازماته فكانت "طب أروح أتحزم وأجيلك".
عادل أدهم
هو أحد أهم سادة مدرسة الشر في السينما المصرية، والذي رأى أنور وجدى أنه لا يصلح للتمثيل، لكنه نجح في تقديم نفسه كأحد عمالقة السينما في مصر، حتى تمنى المخرج العالمى إيليا كازان أنه يصحبه معه إلى هوليود، ليصنع منه نجما عالميا كبيرا، لكن لم يكتمل هذ الحلم، ومثله مثل كل من سبقوه، كان كل من يعرفه يؤكد أن الشر لا يعرف لقلبه طريقا، حيث اعتقد البعض أن براعته في تقديم أدوار الشر تعود إلى أن شخصيته متقاربة مع هذه الأدوار، إلا أن الأمر كان عكس ذلك تمامًا.
توفيق الدقن
قدم الشر في قالب كوميدى، حتى أن الكثيرين ما زالوا يحفظون إفيهاته ويرددونها حتى الآن، مثل "يا آه يا آه"، "أحلى من الشرف مفيش"، وغيرها من الجمل التي عاشت معنا كثيرًا بفضل تألق هذا الفنان في تقديم نوعية مختلفة من أدوار الشر، وكانت أفضل أفلام الفنان الراحل تلك التي ارتبط اسمها فيها بالفنانين إسماعيل ياسين، أحمد رمزى، وعبد المنعم إبراهيم، حيث قدم معهما عددًا من الأفلام تعتبر الأبرز في مشواره الفنى، كما قدم أفضل أدوار شر جادة هو الآخر، خاصة مع تقدمه في السن، إلا أن أدوار الشر الكوميدية التي يتذكرها الجمهور أكثر.