حل شهر رمضان المبارك على الدول العربية والإسلامية المختلفة، حيث يؤدى المسلمون حول العالم فريضة الصيام، إحدى أركان الإسلام الخمس، لكن طقس الصياميعتبر قديماً جداً ويعود بالطبع إلى زمن سبق ظهور الإسلام، فمارست العديد من الحضارات القديمة والأديان المختلفة العديد من طقوس الصيام بهدف التقرب من الآلهة ونيل رضاها وشكرها، ومنهم أتباع الديانة الإيزيدية.
والديانة الإيزيدية وهىي ديانة عرقية توحيدية من الديانات الإيرانية الغربية، لغة الإيزيديون هى الكرمانجية ويأمن متبعو الديانة اليزيدية بوحدانية الله الواحد الأحد خالق كل شىء وكذلك يقدس أتباع الديانة اليزيدية الملائكة، وبحسب معتقداتهم فزعيم الملائكة هو الملك الطاووس والذى يعد أحد الرموز الرئيسية فى الديانة اليزيدية، وتنتشر الديانة اليزيدية بشكل مباشر فى العراق وسوريا.
هناك صوم إيزى، وهو فريضة على كل الإيزيديين بمختلف طبقاتهم، ويمتد لثلاثة أيام في منتصف شهر 12 من كل عام، ويبدأ يوم الثلاثاء، وينتهى صباح الجمعة، ويكون ذلك اليوم يوم عيد، بحسب تقويمهم، ويسبق التقويم الأيزيدى التقويم الشمسى مدة 11 يوماً، و يسبق الأخير التقويم الغربى بـ13 يوماً.
أما الصوم الثانى "فهو صوم يقتصر فقط على رجال الدين الذين فرض عليهم صوم أربعين يوماً فى الصيف وأربعين يوماً فى الشتاء"، بحسب رئيس القوالين.
يلى صوم أربعينية الصيف عيد يسمى العيد الكبير أو عيد جيل هافين، ويتجه فيه رجال الدين بمختلف رتبهم إلى لالش لأداء الصلاة والطقوس، في بداية أغسطس من كل عام، وعلى المنوال ذاته، يلي أربعينية الشتاء أيضاً عيد احتفالى بانتهاء الشتاء القارس، فى الأيام الأخيرة من شهر يناير كل عام.
وتشبه طقوس الصوم الإيزيدى طقوس صوم شهر رمضان لدى المسلمين، إذ تتبع حركة شروق الشمس وغروبها، حيث ينهض صائم الأربعين المتصوف من النوم في وقت السحور، ويصادف بين الثالثة والنصف والرابعة فجراً صيفاً فى العراق، ويغسل وجهه ويصلى الفجر ويتناول السحور، ويبقى فى خلوة أو مكان معزول مخصص للعبادة طول الأيام الأربعين، حيث يؤدى صلوات وأدعية وتراتيل وطقوساً دينية خاصة، ويستمر بذلك حتى غروب الشمس، حين يغسل وجهه مع الغروب، ويتناول الفطور".