يؤدى المسلمون هذه الأيام فريضة الصيام، إلا أنه ليس طقس إسلامى، فقد عرفه البشر منذ بداية الخلق، وعرفته العديد من الحضارات والثقافات المختلفة، كما أنه فريضة لدى جميع الأديان الإبراهيمية، وعرفته أيضا بعض الشعوب القديمة ومنها الديانة اليانية.
يعد الصيام حتى الموت هو الإجراء الذى يتخذه أتباع الديانة اليانية الذين بلغ بهم المرض إلى حد يستعصى معه العلاج. وهذا النوع من الصيام لا يعد انتحارًا فى نظرهم، لأنه لا يحدث تحت تأثير الغضب والحزن أو غيرهما من المشاعر السيئة، وإنما هو قرار يؤخذ فى وقت يكون الموت فيه حتميًا بسبب المرض.
وبداعى الزهد يقرر الإنسان التخلى عن كل ما هو مادى بغرض تطهير الجسد من جميع الرغبات لإزالة الخطايا وتحرير الروح من مدار الولادة والاستعداد للبعث من جديد حسب اعتقادهم.
ويقدر الخبراء بأنه وتحديدًا فى الهند فإن هناك أكثر من 200 إنسان يموتون سنويًا بهذه الطريقة التى تسمى بالسانثارا التى يطالب البعض بتجريمها ومنعها، ويعتبرها أتباع الديانة الجاينية فضيلة كما يقول "سادفى شوبانكار" الكاهن لدى الديانة الجاينية: "إنه ليس عملًا إنتحاريًا، بل هو تفكير عقلانى وشجاعة".
يبدأ الأمر عندما يشعر أحد أتباع الجاينية بأنه قد دخل فى المرحلة الأخيرة من حياته، فيطلب الإذن من أصدقائه وعائلته ليبدأ فى ممارسة السانثارا، ويبدأ بعدها بشكل تدريجى فى التخلى عن الطعام والشراب وجميع المرفقات الدنيوية من أجل تحقيق السلام مع الموت، أما هؤلاء الغير قادرين على إتمام هذا العمل فيتم اعبارهم قد فشلوا فى النذر وعليهم التخلى عن صيامهم.وقد سجلت أكبر فترة تمكن فيها أحدهم من البقاء على قيد الحياة صائمًا بهذه الطريقة باسم راجستان راجستانى البالغ من العمر 60 عامًا فى 2009، وتوافد الآلاف من أتباع الديانة لرؤيته فى لحظاته الأخيرة والاحتفال به.