يحتفل المسلمون حول العالم بحلول شهر رمضان المبارك، حيث يشهد الشهر الكريم أداء فريضة الصيام، وهى واحدة من أركان الإسلام الخمسة، لكن الصيام ليس طقسا إسلاميا خاصا، فقد عرفه البشر منذ بداية الخلق، وعرفته العديد من الحضارات والثقافات المختلفة، كما أنه فريضة لدى جميع الأديان الإبراهيمية، وعرفته أيضا بعض الأديان الشرقية القديمة، ومنها "البوذية".
يعتمد الصيام فى البوذية على الشهر القمرى، حيث يصومون أربعة أيام فى بداية كل شهر قمرى وتسمى أيام "اليوبوذانا" ويقومون خلالها بالاعتراف بخطاياهم وطلب المغفرة، ويشمل الصيام الامتناع عن الطعام وكذلك العمل من شروق الشمس حتى غروبها.
ولا توجد فى البوذية قواعد صوم عامة، ويحتفل البوذيون بأهم يوم صوم فى عيد "فيساخ" ويتم فيه فى أول يوم يكتمل فيه القمر فى شهر مايو أو يونيو الاحتفال بذكرى ميلاد بوذا وتنويره ووفاته، وأشكال الاحتفال تتراوح بين الراحة التأملية والصوم واحتفالات شبيهة بالكرنفالات، ويبقى الجنس والكحول وأكل اللحوم من المحظورات في هذا اليوم.
وفى المقام الأول يكون الإيمان بالـ"كارما" وهى مفهوم أخلاقى يشير إلى مبدأ السببية وأن أى عمل يصدر عنه نتيجة مشابهة فى هذه الحياة كما فى الحياة الآخرة، ويتعلق الأمر "بتذكير المرء بأن الوجود فى الحياة ما هو سوى معاناة، وأنه من خلال اتباع الطقوس يمكن تحسين الكارما للمرء على الأرض"، كما يشرح توماس ليمين.
وبصفة عامة يلاحظ فى البلدان الأوروبية التى يغلب عليها الطابع العلمانى مثل ألمانيا أنه حتى الناس بدون اعتقاد دينى يستغلون أكثر فترات الصوم كمناسبة للزهد فى الأكل، والحدود بين الحمية والصوم أصبحت متداخلة فيما بينها.