جمع ابن حمدون بكتاب التذكرة فيى الأدب والتاريخ، الغث والسمين والمعرفة والنكرة من أخبار العرب فى عمل ضخم ضم أبوابا وفصولا وقد حققه إحسان عباس ونشره بعنوان التذكرة الحمدونية عام 1983، وقد احتوى كتاب التذكرة الحمدونية على طرائف ومواقف رمضانية عن الصوم واستطلاع الهلال وصوم رمضان وفطره.
ومن النوادر الواردة فى الكتاب أن رجلا جاء إلى عالم يستفتيه، فقال: أفطرت يومًا من شهر رمضان سهوًا، فما علي؟ قال: تصوم يومًا مكانه. قال: فصمت يومًا مكانه وأتيت أهلي وقد عملوا حيسًا، فسبقتني يدي إليه فأكلت منه. قال: تقضي يومًا آخر، قال: لقد قضيت يومًا مكانه وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة، فسبقتني يدي إليها فأكلت منها، فما ترى؟ قال: أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.
وقيل لبعض الأعراب: قد جاء شهر رمضان، فقال: والله لأبددن شمله بالأسفار، وكتب بعض المجان إلى صديق له: أما بعد، فقد أظلنا هذا العدو، يعنى شهر رمضان، فكتب إليه الجواب: ليكن أهون عليك من شوال.
يذكر أن مؤلف التذكرة الحمدونية هو بهاء الدين محمد بن الحسن بن على بن حمدون البغدادى، وقد ولد فى بغداد سنة 1102 م/ 495 هـ ونشأ بها فى عائلة معروفة بالفضل كان عارض العسكر المقتفى لأمر الله ثم اختص بالمستجد بالله ونادمه، فولاه ديوان الزمان ولقّبه كافي الكفاة ثم وقف المستنجد على حكايات لابن حمدون رواها في كتابه التذكرة، توهم غضاضة من الدولة، فقبض عليه وحبسه، وظل ابن حمدون في الحبس حتى توفي في سنة 562 هـ/ 1167 م ودفن بمقابر قريش في العراق.