افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح اليوم الأربعاء، مسجد الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد بما فى ذلك المقصورة الجديدة للضريح الشريف للإمام الحسين.
وشارك الرئيس السيسي في الافتتاح، السلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه الأمراء من أشقائه وأنجاله، منهم الأمير القائد جوهر عز الدين، والأمير جعفر الصادق سيف الدين، وكذلك محمد حسن ممثل السلطان بمصر، وفى هذا التقرير نلقى الضوء على طائفة البهرة ونشأتها وأعداد التابعين لها.
في البداية تعنى كلمة البهرة "التجارة" باللغة الجوجارتية، فحين نزل أتباع الطائفة الأوائل على الساحل الغربى للهند "ساحل بحر العرب" سألهم أهل الهند من أنتم؟ قالوا: جئنا للتجارة والتجار فى اللغة الهندية المحلية كانوا يسمون "وهرة" ولأن الواو والباء مترادفتان عند الهنود فسموا "البهرة".
وقد جاء في كتاب "الطوائف الأجنبية فى مصر البهرة نموذجا للدكتورة سعاد عثمان، أستاذ علم الاجتماع أن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى برقم 610594 فى تعريف طائفة البهرة بأنهم "إسماعيلية مستعلية يعرفون بالإمام المستعلى ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب، ولذا هم يسمون بالطيبية، وهم إسماعيلية الهند واليمن تركوا السياسة وعملوا بالتجارة، فوصلوا إلى الهند فاختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة، وهم يقولون إن الإمام الطيب دخل الستر عام 525 هجرية، والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يعرف عنهم شيئا، حتى أسماءهم عير معروفة، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفون".
وقد أكدت الدكتورة سعاد عثمان، أن أعداد البهرة تتجاوز الألف بكثير وأنها تصل تقريبا إلى 15 ألف فى مصر، ويستخدم البهرة تقويمًا قمريًا إسلاميًا بصيغة خاصة تم تطويره زمن الفاطميين يعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التأريخ الإسلامى المعتاد.
يوقر البهرة زعيمهم بشكل كبير ويسمونه مفضل سيف الدين، ويتسم البهرة بوحدة الزي للنساء، كما أن هناك زي موحد للرجال، ويتميزون بأنهم مسالمون، ولا يختلطون كثيراً إلا مع أتباع طائفتهم وإن كان الاختلاط لا يمكن تجنبه نظراً لعملهم بالتجارة.
ويُحاول البهرة أن يكون طراز حياتهم فاطميًا، فقد كانوا أولاً في المدينة إلى أيام جعفر الصادق، ثم انتقلوا إلى عدة مراكز وأرادوا أن يقيموا دولة، فأقاموها أولاً في «أبكجان» بالجزائر، ثم بَنَوا عاصمتهم «المهدية» في تونس، واختاروا «المنصورية» عاصمة لهم، ثم القاهرة، وقد تم ذلك في عهد أربعة أئمة: المهدي بالله، القائم بأمر الله، المنصور بالله، ثم المعز لدين الله الذي نقل العاصمة إلى القاهرة، وبعده جاء العزيز بالله، والحاكم، والظاهر، والمستنصر، والمستعلي، والآمر بأحكام الله، والأخير هو الإمام العشرون في عداد الأئمة الفاطميين بعد علي بن أبي طالب، وابنه «الطيِّب» هو الحادي والعشرون، والإمام الآمر هو الذي أمر بحمل ابنه الإمام وإبعاده عن القاهرة إلى بقعة أَخفَوها عن الناس.