صدر حديثا ترجمة عربية لكتاب "تأملات حول المقصلة" للكاتب الفرنسى ألبير كامو، ونقله إلى اللغة العربية المترجم إسماعيل زين عبد العابدين، ويندرج الكتاب ضمن فئة الدراسات الفكرية.
فى هذا الكتاب يناقش ألبير كامو عبر تأملات "المقصلة" فيرى أنه وفقا لـ"نظرية الردع" فنحن جميعاً قتلة كامنون، ولا بد من عقوبة الإعدام التي لا تقتل القاتل فقط، بل تقتل فكرة القتل في الآخرين، وكأن البشر سيتحولون فجأة إلى وحوش، إذا ألغينا عقوبة الإعدام! ربما نوافق على هذا "لو كانت الطبيعة البشرية مختلفة".
ويرى ألبير كامو أن الإنسان لا تسيطر عليه فكرة واحدة فقط، أو طاقة واحدة فقط، الإنسان مسرح لتضارب القوى، وتضارب الطاقات، والتذبذبات المختلفة، والتقلبات المفاجئة، حتى له نفسه. بعض جرائم القتل وقعت فجأة بسبب موقف مشتعل، ولم يكن يتوقع مرتكبوها أنهم قد يقتلون يوماً ما. لا يستطيع أي إنسان مثلاً أن يحتفظ بمشهد الرأس المقطوع الذي يقطر دماً في ذاكرته طوال حياته، خصوصاً بعد انسحاب عمليات الإعدام من الساحات العامة العلنية إلى ساحات السجون السرية، مع أن من شروط فاعلية "المثال الرادع" لعقوبة الإعدام أن يكون علنياً.