قال الكاتب الصحفى إيهاب الملاح، إن طه حسين قارة معرفية، ولم يتسن للكثير التعرف عليه، وأحيانًا تكون الشهرة حجابا، وعندما يتم تداول أسماء مثل طه حسين أو نجيب محفوظ على ألسنة الأجيال المختلفة، يصبح الاسم أيقونة مثل الهرم الأكبر، لكن لا أحد يعرف هذا الهرم وما ينطوي عليه من أسرار، وما هو مدخله لاكتشاف محتوياته، كتابى الجديد هو محاولة عصرية من أحد الذين تأثروا بطه حسين، إلى لأجيال الجديدة لمعرفة طه حسين، وأنا اتشرف أننى انتسب إلى سلالة طه حسين المعرفية.
وأضاف "الملاح" خلال ندوة مناقشة كتابه "طه حسين.. تجديد ذكرى عميد الأدب العربى"، والتى أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ31 من معرض أبوظبى الدولي للكتاب، وقدمتها الإعلامية منى سالمان، أن طه حسين بدأ مشروعه التنويرى من الجامعة، فهو نشأ مثله مثل آلاف المصريين في ظروف غالب عليها الفقر وعدم شيوع التعليم، ظروف قاسية، وبعدها فقد بصره، فأصبح في ظرف أتصور أنها مستحيلة، لكنه درس في الأزهر لمدة 8 سنوات واستوعب كل الطرق التقليدية التي يتم تدريسها في الأزهر، ثم قرر التمرد على الطرق التقليدية التي تعتمد التلقين وليس العقل، وكانت نقطة الانطلاق هى الجامعة.
وأوضح الكاتب إيهاب الملاح، أن لطه حسين العديد من الأساتذة الملهمين ومنهم الشيخ سيد المرصفي، الذى كان ينظر إليه بتقدير شديد، وقال إن هذا الرجل يملك طرائق للتعليم قد تبشر بشيء ما، وهو ما التقطه طه حسين في الجامعة، ومع تعلم أساتذة كبار لعل من أهمهم المستشرق الإيطالي الكبير كارلو ناللينو، وهو الأكثر تأثيرا في حياة عميد الأدب العربي، وهو أستاذ للأدب ومناهج البحث وألقى محاضرات في الجامعة المصرية عن تاريخ الفلك عن العرب، وخلال الفترة من عام 1911 إلى 1914 ألقى محاضرات بمنهج عصري عن الأدب العربي، وجمعت في كتاب صدر عن دار المعارف عام 1955، والذى حمل تطبيق المنهج التاريخي على التراث العربي قبل الإسلام وبعده.
وأشار "الملاح" إلى أنه دائما ما يتم التركيز على بعض الأسطر في كتاب "في الشعر الجاهلى" وتم توظيفها سياسيا، ودائما كل الكتب التي أثارت مشكلات فكرية كان المدخل لإثرتها سياسيا وليس فكريا، لكن في ذلك الوقت وكانت مصر في الفترة الليبرالية من عام 1923 إلى 1952، لا يمكن قراءة كتاب "في الشعر الجاهلى" بدون الرجوع إلى السياق التاريخى الذى صدر فيه الكتاب.