هيلين كيلر، كاتبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، مرت بعدد من المحن ولكنها لم تستسلم واستطاعت أن تكتب اسمها بحروف من نور، لتصبح أكثر الشخصيات المؤثرة بالعالم، واليوم تمر ذكرى رحيلها، إذ رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 يونيو من عام 1968م عن عمر ناهز 88 عامًا.
وهيلين كيلر ولدت فى 27 يونيو من عام 1880م، وعانت من المرض عندما بلغت سن تسعة عشر شهرًا، والذى أفقدها حاسة السمع والبصر بشكل كامل، كان والدها الذى يمتلك مزرعة وشارك فى مجال النشر، وفى خلال عشر سنوات امتلك والدها جريدة North Alabamin، وكانت أحوال العائلة مزدهرة فى الماضى ولكن تدهورت بعد نشوب الحرب الأهلية وقد تعرضت العائلة لأضرار كبيرة وعاشت الأسرة بعد ذلك حياة نسبية.
عند بلوغها سن السابعة قرر والداها إلحاقها بمدرسة للمكفوفين وتعيين معلمة خاصة لها كانت تدعى "آن ساليفان" والتى رافقت هيلين حتى وفاتها، وحققت معها تقدما هائلا فى قدرتها على التواصل مع الآخرين والتعبير عن نفسها باللمس والكلام.
وقد استطاعت أن تحقق نجاحًا فى دروسها بتفوق فى تعليمها حتى التحقت بالتعليم الجامعى وسط تشجيع الكثيرين بعد تفوقها وانتشار قصتها، كانت ترافقها معلمتها سوليفان التى كانت تجلس بجانبها لتفسير المحاضرات والنصوص، وخلال سنواتها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، وتخرجت من الكلية فى سن الـ24 بتقدير امتياز، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على الدكتوراه.
عبرمسيرة أدبية نشرت هيلين 18 كتاباً، ومن أشهر مؤلفاتها "العالم الذى أعيش فيه، أغنية الجدار الحجرى، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلن كيلر فى اسكتلندا"، وغيرها الكثير، كما وترجمت أعمالها إلى 50 لغة.
وكان لها باع في العمل السياسى حيث انضمت عام 1905 إلى الحزب الاشتراكى وأصبحت بعد ذلك ناشطة بارزة ودافعت كثيرًا عن حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، والتقت بالعديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وسافرت بصحبة معلمتها سوليفان إلى العديد من البلدان الغربية والشرقية لتدعو إلى معاونة مكفوفى البصر.
كان لديها شغف لزيارة مصر خاصة ومقابلة عميد الأدب العربى طه حسين، لأنه كان مثلها فى قهر الظلام وتحدى الإعاقة ونادى بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربى، وعند مقابلته له مدت أناملها إلى وجه طه حسين وراحت تتحسسه حتى تتعرف على صاحب هذه الملامح بنفسها، حتى تحفر ملامحه فى خيالها.