عن مشروع النشر باتحاد كتاب مصر وبالتعاون مع دار غراب للنشر والتوزيع صدر ديوان (الغيم والدخان) للشاعر الدكتور محمد حلمي حامد، والذى يضم ستين قصيدة ويقع قى مائة وأربعة وثمانين صفحة من القطع المتوسط، وهو سيرة شعرية حافلة بالسرد والحكايات الصغيرة حيث يستعيد الشاعر مواقف وصور وأخيلة مر بها وشاهدها في طفولته وصباه.
في قصيدة ( كنت هنا ) يصف الشاعر الواقع صدمة الطفل بنكسة يونيو 67 ومعايشة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يتنحى وحالات الزواج المعلق بسبب انتظار الجنود على الجبهة والشهداء وتصوير فنى لنصر العاشر من رمضان :
وَكَانَ فَوْقَ تَبَّةٍ فِي أَرْضِنَا شُدْوانْ
إمَام الرَّتْلِ كَانَ صَامِداً بمُفْرَدِه
يرد عَنْ بُيُوتِنَا العُدْوَانْ
ووَحْدَهُ يُصَابُ ثُمَّ يَخْتَفِي فِي سُتْرَةِ الدُّخَانْ
يَلمُّ الرَّمْلُ رُوحَهُ المُبَعْثَرَةْ
يعِيدُهَا قَوِيَّةً مُحَرَّرَة
لَهَا كَفَّانِ أَو عَيْنَانْ
حَتَّى يُرَى مُقَاتِلًا بِالنَّارِ
زاحفاً فِي عَابرىُ رَمَضَان
يَمُدُّ بِالدِّمَاءِ نَصْرَهُم وَيَقْرَأُ القُرْآن.
كما ينخرط الشاعر فى الحياة اليومية وحرب بيروت ونقد التطرف الدينى، منتقلا الى الغزل والحب ولا يخلو الديوان من وصف علاقته بأقاربه أمه وأبيه وخالته ما بين شجن أو رثاء فى أكثر من قصيدة طويلة حتى الحبيبات والأصدقاء كان لهم نصيب وافر من سيرته الشعرية.
ومن أجواء الديوان:
أىْ بُنى
ادفع الأوقاتَ بالصِّدقِ ولا يَثْنيكَ كَربْ
ليسَ فى الأيامِ إلا أنْ تـُحبّْ
سَاذجاً مِثلى ومَخدوعاً .. وأبّْ
وجواداً طائراً فى الريحِ يَكبوْ فَيشبّْ
لكَ ربٌّ .. وهوَ للغَشَّاشِ رَبّْ
حسبُ قلبى أنَّه رَغمَ الضَّنى عَاشَ يـُحبّْ
حَسبُ قلبى أنْ يكونَ الحبُّ ذَنْبْ.