تمر اليوم الذكرى الـ923 على سقوط مدينة القدس بيد الصليبيين وذلك في إطار الحملة الصليبية الأولى وقيام مملكة بيت المقدس، بعد حصار سريع لم يستغرق وقتًا طويلاً تبعه مجزرة مروعة بحق المدنيين داخل أسوار المدينة، وهى حملة عسكرية شنها الصليبيون تلبية للدعوة التى أطلقها البابا أوربان الثانى سنة 1095م فى كليرمونت جنوب فرنسا من أجل انتزاع القدس وعموم الأراضى المقدسة من أيدى المسلمين وإرجاعها للسيطرة المسيحية.
احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مذبحة رهيبة قتلوا فيها معظم سكانها، ثم حولوا مسجد قبة الصخرة إلى "كنيسة السيد المسيح"؛ أما المسجد الأقصى فحولوا جزءاً منه إلى كنيسة، والجزء الآخر إلى مسكن لفرسان "الداوية"، وبنوا فيه مستودعاً للأسلحة، واستخدموا السراديب التي تحته كإسطبلات خيول؛ وهي المعروفة باسم "الأقصى القديم، والمصلى المرواني"، واستمر الاحتلال الصليبي للمدينة 88 سنة.
وبحسب كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، استطاع الصليبيين فتح أبواب المدينة من الداخل، ومن ثَمَّ تدفَّق الصليبيون بغزارة داخل المدينة المقدسة، وكان ذلك في يوم الجمعة 22 من شعبان سنة 492هـ الموافق 15 من يوليو سنة 1099م.
وبعد دخول المدينة، دخل الصليبيون بأعداد هائلة إلى المدينة، فتبع ذلك مذابح جماعية لكل من المسلمين واليهود على حد سواء، وذكر وليم الصوري، وهو أحد مؤرخي الحرب الصليبية، أن بيت المقدس شهد عند دخول الصليبيين مذبحة رهيبة، حتى أصبح البلد مخاضة واسعة من الدماء، أثارت الرعب والاشمئزاز، بل وذكر مؤرخ معاصر للحروب الصليبية أنه عندما زار الحرم الشريف غداة المذبحة الرهيبة التي أحدثها الصليبيون فيه، لم يستطع أن يشقَّ طريقه وسط أشلاء إلاَّ في صعوبة بالغة، وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه.