"شتاء أخضر دافئ"رواية جديدة للكاتب أحمد الشريف، تدور أحداثها فى عدة مدن اسكندنافية "أوسلو، النرويج، كوبنهاجن" وتسرد مجموعة من الأحداث، وترصد علاقات بين شخصيات عدة عبر حزمة من روابط سردية تشكل عالم الرواية، وقد نجح الكاتب فى أن يحول مفهوم السرد، من مجرد عرض للأحداث، إلى نظام من التواصل، وصياغة جديدة للواقع الذى يتكلم عنه.
كما أن "شتاء أخضر دافئ" لا تطرح فكرة الصدام الحضارى بين الشرق والغرب، التى كانت تيمة روايات لكتاب كثر فى العالم العربى، لكنها تعالج الموضوع الكلاسيكى لفكرة التفاعل مع الغرب، وهو الموضوع المركزى للأدب العربى منذ منتصف القرن التاسع عشر، من خلال وتركيزها على الحياة اليومية للعديد من الشخصيات التى تنتمى لثقافات وجنسيات من كل قارات العالم، حيث تزدحم الرواية بأناس من جذور مختلفة مهاجرين، سودانيين وصوماليين، أفغان وصرب، عراقيين، ماليين، فلسطينيين، صينيين، أيسلنديين، برتغاليين، وغيرهم .
كذلك لم يظهر بالرواية صراعا جدليا بين الخاص والعام، فقد كان هاجس الكاتب الذى سيطر على عمله هوالحياة الداخلية للشخصيات، وبالرغم من التأرجح بين تقلص المساحة القصصية للحياة الداخلية حينا وتمددها حينا آخر، فقد وظف الكاتب هذه التقنية بشكل متميز جعل كل شخصيات العمل تختبر نفسها وتكتشف وجودها كجزر معزولة فى بيئة اجتماعية وثقافية مغايرة لبيئتها وثقافتها.
ولم يثر الكاتب من خلال هذه السياق السردى أسئلة معرفية تتعلق بكيفية فهم شخصيات الرواية للعالم، ولاكيف تحدد موقفها منه،لذلك حملت الرواية نصا يمكن أن يكون متفككا وهذا ليس نقيصة فى النص بل القصد منه سعى الكاتب لعرض شخوص روايته متعددو الأصوات والمعرضون للخطأ، مركزا على وجودهم بدلا من تأثير أفعالهم.