تحل، اليوم، ذكرى ميلاد محمد بن على بن محمد بن عربى الحاتمى الطائى الأندلسى، الذى عرف بـمحيى الدين بن عربى، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين "بالشيخ الأكبر"، لذا تنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية.
ولد محيى الدين بن عربى، فى الأندلس يوم 28 يوليو من عام 1165م، وقد انتشرت تعاليم ابن عربي بسرعة هائلة عبر العالم، ولم تكن كتاباته حكرًاعلى نخبة المسلمين، بل وجدت طريقها إلى الطبقات الدنيا من المجتمع نتيجة انتشار المد الصوفى، كما تُرجمت أعمال ابن عربي إلى اللغات الفارسية والتركية والأردية، حيث كانت أفكار بن عربى بمثابة إلهامٍ كبير للشعراء آنذاك.
لقد أصبحت أعمال بن عربى ذات شأن كبير حتى خارج العالم العربي، حيث بلغت مؤلفاته 800، لكن لم يبق منها سوى 100، كما غدت تعاليمه فى مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة فى عدة أجزاء من العالم الإسلامي.
من أبرز مؤلفات بن عربى كتاب تفسير ابن عربى ويضم تفسيره للقرآن، وكتاب الفتوحات المكية، المكون من 37 سفرا و560 باب، الذى وصف بأنه من النصوص الصوفية الموغلة فى التعمق وأن لغته رمزية وبها إشارات إلهية، له نشرة علمية محققة متقنة، بتحقيق الدكتور عثمان يحيى، كما كتب "فصوص الحكم" الذى أثار جدلا ً كبيراً فى وقته ولازال مصدرا للجدل، وديوان "ترجمان الأشواق"، الذى خصصه لمدح نظام بنت الشيخ أبى شجاع بن رستم الأصفهانى التى عرفها فى مكة سنة 598 عندما قدم إليها لأول مرة قادما من المغرب، وكتاب "شجرة الكون"، و"الإعلام بإشارات أهل الإلهام"، و"اليقين".